تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بين متدرجة و متدحرجة

حــــدث و تعــليـق
الثلاثاء 16-3-2010م
ناديا دمياطي

في رصد لوقائع حرب معلنة في افغانستان فإن كل التفاصيل على الارض بكل متاهاتها تصوغ رؤية متزاحمة تملأ مكاناً وزماناً اختارهما الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش لفتح حرب بحجة مكافحة مايسمى الارهاب واستتبعها بحرب مدمرة في العراق .

حرب الثماني سنوات واكثر في افغانستان ليست مجرد عنوان او استراتيجية لرئيس رحل بل أصبحت حرب الرئيس الجديد أوباما الذي تبنت ادارته احلاما وربما اساطير النصر في بلد لطالما لفظ الغزاة لشعب عانى من التخلف والفقر و الغزو ويحاط ببيئة يتعاظم فيها العنف الدموي الذي يدفع المدنيون ثمنه بسقوطهم ضحايا للاقتتال والاحتلال والاطماع والفوضى .‏

وبين متدحرجة ومتدرجة تنفذ القوات الاميركية عمليات عسكرية واسعة تبنتها استراتيجية اوباما الجديدة لنصر يبدو بعيداً حتى بعد زيادة القوات للقضاء على حركة طالبان في عقر دارها وعقر دار الحركة هو قندهار التي هي الآن هدف لأكبر صيد تطمح إليه القوات الاميركية للقضاء على طالبان التي ادارت منها الحكم قبل ان يسقطها التحالف الدولي بقيادة أميركية بريطانية قبل ثماني سنوات.‏

بعد معركة للأميركيين في هلمند قالوا انهم نظفوها من مقاتلي طالبان أطلق وزير الدفاع الاميركي غيتس انذاراً بأن السيطرة على قندهار هدف لا يخلو من المخاطر لقواته التي ستكون رأس الحربة في العمل العسكري الوشيك والذي يعول عليه الاميركيون لهزيمة كبرى لطالبان التي استبقت دورها التحدي بهجمات دامية في قلب مدينة قندهار كانت رسالة لإفشال الهدف المتبقي لاستراتيجية اوباما ، مايعني ان احتمال السيطرة على المدينة سيكون نصراً رمزياَ للترويج أكثر منه عسكرياً ويمهد لقلب موازين الحرب ولو لمرة واحدة لمصلحة القوات الاجنبية.‏

استراتيجية أعدت واستعدت لها طالبان التي أوقعت خسائر موجعة بتلك القوات بعمليات نوعية وبقنابل مزروعة على جانب الطريق وبمفاجآت جعلت الاميركيين ينظرون إليها كعدو شرس وخصم قوي ابقاهم في وضع دفاعي بخسائر كبيرة تؤشر الى ان الجيوش الغازية لم تتعلم بعد من أخطائها في حرب العراق ، حيث كانت قياداتها مغترة ومعتدة بنفسها في امتلاك القوة لشن حروب ظالمة بمبررات كاذبة دفعت شعوبها للتخلي حتى عن وهم انتصار والمطالبة باستراتيجية سلام لتجنب حمام الدم الذي غرقت فيه اميركا لدى انسحابها من سايغون من مستنقع حرب فيتنام.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ناديا دمياطي
ناديا دمياطي

القراءات: 1647
القراءات: 918
القراءات: 875
القراءات: 1086
القراءات: 876
القراءات: 985
القراءات: 987
القراءات: 1107
القراءات: 944
القراءات: 974
القراءات: 1075
القراءات: 982
القراءات: 1012
القراءات: 1122
القراءات: 1083
القراءات: 1033
القراءات: 1065
القراءات: 1991
القراءات: 1036
القراءات: 1204
القراءات: 1055
القراءات: 1082
القراءات: 1040
القراءات: 1083
القراءات: 1128

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية