تخيلوا مسؤولاً من دون تصريحات طنانة يصفق لها المغفلون بحرارة ثم يكتشفون أنها من دون رصيد, ثم يصفقون لمسؤول آخر ولنفس التصريحات والخطط.
لأن السكون والسكينة تورثان الملل، ولأن ثمة من هو حريص على كسر رتابتنا وتحريك جوّنا فإننا نسمع يوميا عن أفكار جديدة.
حين طرحوا الجامعة الافتراضية قلت وقتها : جامعة افتراضية يعني طالب افتراضي ونجاح افتراضي والمحصلة شهادة افتراضية. وخاصة بعد أن ألغوا الأتمتة فيها وأخرجوا الكمبيوتر من الخدمة باعتباره ولداً عاقاً وبليداً لا يصلح في بيئتنا. في هذا الوقت ثمة حديث عن حكومة إلكترونية. أنا لم أفاجأ وقلت : كل هذا لكي تضع الحكومة الإلكترونية كلمة سر خاصة بها, وعندها لا يستطيع أحد أن يدخل ويعرف ماذا تشتغل. مع أنه لم يعد خافياً أنهم يعرفون بأننا نعرف ماذا يشتغلون. لكن المكابرة علامة قوة عند البعض.
أنا أقترح خطط افتراضية بمسؤولين افتراضيين, ومواطن افتراضي وراتب افتراضي وحياة افتراضية ووضع اقتصادي افتراضي متين جدا, حسب آخر التصريحات.
ثمة من يبشر يزيادة رواتب لتكمل الحكومة خطتها بالزيادة. هذه النكتة لم تعد تضحك أحداً، لأنه سيصبح عندها كيلو البطاطا بخمسين ليرة وكيلو الفروج 150 ليرة.
زادت الرواتب حسب الخطة وبعد لطش الترفيعة واحتسابها منها 70%. لكن ثمة أسعار ورسوم تضاعفت مرارا و المفروض أن وضع المواطن المعيشي يتحسن اطراداً مع التصريحات والخطط. مع هذا وكي لا أتحول إلى صحفي أو كاتب افتراضي كما يرغب البعض ؛ فأني أصر على الكتابة لعلي ألمح ضوءاً في آخر النفق, أقصد نفق ساحة العباسيين.
كانت جوزتي تتضايق كثيرا حين أصر على سهرة الورق بينما هي متعبة، سهرة الورق عندي غير خاضعة للمساومة أو تحويلها إلى سهرة افتراضية. صدقوني ورق الشدة جميل ومسل وقد ينسيك كل شيء. لماذا لا يوجد وزارة أو هيئة لورق الشدة فقد تعوّض الكثير على الناس؟
أقول لجوزتي الحياة مثل لعبة الورق، فقد تأتيك في آخر لحظة 27 وتقلب الموازين. فتقول لي : وصلت.