لا ترسلوه إلى الوظيفة ..
لا ترسموا دمه وسام
فهو البنفسج في القذيفة ...
المتخاذلون الكذابون المنافقون المروجون للسلام الأميركي و»صفقة العصر».. هم الذين حولوا القضية إلى صفقة تسربت من بين أيديهم.. ليس منذ اوسلو وحسب،
بل منذ افتتن مخصيو الخليج بالفدائي الفلسطيني واندفعوا اليه يصورونه و يتصورون معه.. يدعمونه بالمال ويتغطون به..
ويوم خرجوا من تحت الدثار، خافوه فكان الحصار..
للحصار طرق وأساليب لم يترك منها العربان في الخليج وغيره وحتى داخل فلسطين نفسها اسلوباً لم يتبعوه.. بالسلاح و الرصاصة، تذكروا أيلول الأسود وتل الزعتر وغيرهما، أم بتشغيله في دنياهم وعلى مقاساتهم.. رفعوا صورهم على الجدران و قرؤوا الفاتحة.. و اتجهوا إلى صفقات العصر وآخر فتواهم يتلوها عليكم المقرء الأمي الجاهل محمد بن سلمان.. و يصفق له..خبثاء وتابعون، بوضاعة ومذله، من المحيط إلى الخليج مروراً بلبنان وعمان.
تلك هي أحدى صور الوظيفة التي تحدث عنها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش في مقطع من قصيدته الشهيرة أحمد الزعتر المنشورة أعلاه.
اليوم عهد جديد قديم.. عهد الصفعة التي دوت لها أراضي و قلوب الفلسطنيين.. و دفعت ثمنها عهد التميمي ثمانية أشهر في سجون العدو الاسرائيلي. و خرجت من السجن متماسكة واثقة جميلة بريئة.. لتواجه تحدي السجن الأكبر.. السجن العربي.. الحصار.. الوظيفة التي تحدث عنها محمود درويش.. تحدي عهد المتخاذلين..
انهم يطبعون لها الصور.. يفبركون «المانشيتات» و برقيات التأييد والتضامن والتمجيد.. و كل آمالهم أن يحولها إلى صورة على حائط.. أيقونة في متحف.. فيوقفون سريان صفعة عربية عل وجه المحتل البغيض.
ألم يهتفوا لدوي صفعة حزب الله للعدو الصهيوني التي ما زال ارتجاجها يحرك جنبات عربية و كونية كثيرة.. فماذا كانت النتيجة ..؟
أعلنت الولايات المتحدة أنها ستخصص 500 مليون دولا لتغيير صورة حزب الله في الشارع العربي.. ليخرجوه من المعركة.. و يوافقون عليه صورة حائط أو أيقونة متحف.. ولما كان الحزب القضية لهم بالمرصاد.. مزقوا الصورة.. و أنزلوا الأيقونة.. و تبعوا ملايين الدولارات التي أضافها العربان إلى ما رصدته الولايات المتحدة.. فكانت صفقة العصر.. و مقدمة لقدوم محمد بن سلمان و افتتاح لرقصة الدبكة في بيروت يهزج به قادة للمسرح استمر نعيقهم منذ ما قبل كتاب الاستقالة في جدة.. و حتى برقية تهنئة من أيديهم القذرة إلى عهد التميمي.. و لم ينس بعضهم أن يقيم مجلس عزاء لشهداء السويداء..
هل تريدون ارسال اشعار من قبلكم أن شهداء السويداء.. لا وطن.. لا أهل.. لا عزاء لهم.. ؟ّ
ليس كذلك بل حتى هذا الدم الطاهر المناضل يريدونه صورة أو أيقونة.
عهد التميمي.. أيتها الصبية الجميلة.. الجميلة.. لا تقبلي أن يحولوك.. صورة.. أو أيقونة في عهد الخذلان العربي.
as.abboud@gmail.com