| وعي المواطن ومبادراته منطقة حرة وبالتالي تختلف طبيعة التفاعل مع الحدث طبقاً لسعة إدراك الشخص ومدى صوابية تحليله وقراءته للأحداث , هذا التسلسل المنطقي والطبيعي للسلوك البشري تجاه بيئته , ومنذ أن فتح الجرح بجسد الوطن السوري ما زال المواطن السوري ينتظر فسحة الأمل , واللحظة التي يشهد فيها انقشاع هذه الغيمة السوداء , وفي ظل هذا الواقع نجد تحرك روح المسؤولية لدى شريحة اجتماعية لا بأس بها استفاقت واتخذت لنفسها موقعاً عبر ممارستها لدورها بشكل عملي وبأثر إنساني واجتماعي واقتصادي أيضاً انعكس إيجاباً على حياة المواطنين المتضررين وخاصة ممن نزحوا وهجروا قسراً من بيوتهم الآمنة. وتلك المبادرات التي قامت بها مجموعات أهلية متعددة من المواطنين السوريين , جاءت تعبيراً عفوياً لمسؤولية وطنية شعر بها المواطن السوري , بعد كل هذه المعاناة ليترجمها قولاً وفعلاً عبر تحرك فاعل للمجتمع الأهلي , ليأخذ دوره الإنساني والوطني وتقدم ما يمكن من مساعدات مجتمعية وإنسانية لمختلف الأسر والعوائل المتضررة من نتائج الحرب المجنونة التي تشن على سورية والشعب السوري منذ أكثر من ثلاثين شهراً وقد ساهمت هذه التحركات المجتمعية على اختلافها في بلسمة جراح بعض السوريين إن لم نقل معظمهم , وعكست طبيعة الوعي المجتمعي للمواطن السوري الذي ينبض حركة وحيوية ويجسد الانتماء الوطني بكل أبعاده . فالمبادرات الأهلية جاءت عفوية تطوعية لينتظم الجهد المجتمعي ويكمل بتحركاته المتنوعة الجهد الحكومي الذي لم يوفر جهداً من أجل تقديم كل الخدمات اللازمة للمواطنين السوريين المتضررين . ولن ندخل هنا في متاهة التسميات بل نؤكد وجود الأثر الواضح لتلك المبادرات سواء كان بتقديم المساعدات الإنسانية أو السلل الغذائية أو المعونات الصحية والمالية وخاصة خلال الأعياد والمناسبات عبر تقديم الحلوى والألبسة والألعاب للمواطنين وأطفالهم بمراكز الإيواء كما حصل خلال عيد الأضحى المبارك , هذا الجهد الذي ظهر من المجتمعات والمنظمات الأهلية, لم يكن بالقليل قياساً إلى حجم الإمكانات المتوافرة , وخاصة إذا علمنا أن سورية لم تتعرض على مدى مراحل التاريخ القديم أو المعاصر لمثل هذه الحرب الكونية , ولا لعدوانية وحقد بغيض أسود كما تتعرض له اليوم , ومن مختلف الدول الغربية أو حتى العربية والمستعربة منها . جديرة بالتقدير تلك الجهود الأهلية والتطوعية التي قام بها مواطنون سوريون لشعورهم بالمسؤولية تجاه ما يعصف بوطنهم الأم من أحداث , حيث جسدت مستوى الوعي والإدراك الذي تميز به المواطن السوري عبر هذه المبادرات والتي أسهمت في تحسين الواقع الذي يعاني منه هؤلاء المهجرون , وبالتالي عندما يتكامل الجهد المجتمعي والأهلي مع الجهد الحكومي والرسمي يمكن تجاوز الكثير من الخلل والخروج من الأزمة بأقل الخسائر وبما ينعكس إيجابياً على الواقع والحياة الاقتصادية للمواطن السوري . Ameer-sb@ hotmail.com
|
|