قلت له: إذا سمحت شوي شوي ، ولا تستعجل ورتب ما تريد قوله فقرة فقرة.
قال : أولاً أنا أحب أن أحيي فريق عفرين لأنه فريق قوي ومنضبط وأخلاق مدربه وإدارته عالية ، وأؤكد لك أن لا علاقة لهم بما حدث في الملعب.
قلت: قصدك الحق على نادي أمية؟
قال: أبداً ، ففريق أمية وجمهوره كانا مثالاً يحتذى في مجال الأخلاق الرياضية ، وهم الذين وقعت الفاس في الرأس ( تبعهم).
قلت غريب أمرك وهل نزلت المشكلة على ارض الملعب بالهليوكبتر ؟ أم نبعت من الارض؟
قال: يا أستاذ أبوس يدك دعني أكمل اخي أنا أرى ان الطريقة التي كافحت الشرطة بموجبها حالة الشغب التي وقعت في الملعب تصلح للتدريس في معاهد الشرطة باعتبارها الطريقة الأسوأ على الإطلاق بين كافة الطرق المحتملة.
قلت : هذه بقى ... تحتاج إلى شرح.
قال : حاضر ، ياسيدي القصة وما فيها أن القسم الشرقي من الملعب تقع وراءه ساحة صغيرة مبلطة، الشوط الأول انتهى بتقدم عفرين على أمية بهدف للاشيء، وبعده مباشرة وقعت مشاجرة صغيرة بين عدة اشخاص في هذه الساحة الصغيرة استمرت المشاجرة طيلة فترة الاستراحة وبدأت تتسع رقعتها ويزداد عدد المتشاجرين فيها، وشرطة حفظ النظام لم يحركوا ساكناً تجاه ما يجري رغم أن كل من في الملعب عرف بوجود مشاجرة في هذه الرقعة ، أخيراً حضروا بسيارتهم وهي تقول وي وي ودخلوا الى الساحة الصغيرة وماهي إلا دقيقة حتى أطلقوا أربع او خمس قنابل مسيلة للدموع هل تعرف ما جرى بعدها ؟
قلت ماذا؟
قال : أنا والجالسون على المدرج الشرقي وعددنا أكثر من ألف رجل شعرنا وكأن احداً مرغ وجوهنا بكمية كبيرة من القطرونة الكاوية، وشرعت الدموع تنفر من أعيننا واصبح تنفسنا عسيراً وبدأنا نقفز من عزة الروح على الأرض من ارتفاع مترين ونركض على غير هدى حتى وصلنا الطرف الشمالي من الملعب وتسلقنا الجدران مثل القرود حتى تمكنا من الابتعاد عن أذى الغاز، وفي هذه الفترة نزل الفريقان والحكام الى أرض الملعب لبدء الشوط الثاني ولكنهم سرعان ما هربوا عائدين الى المشالح.
وأضاف ابو الجود: نسيت أن اقول لك أن بين الجمهور أناساً يعانون من أمراض القلب وضيق التنفس ومن الأمراض العينية وبعضهم الآخر يعانون من ألام في مفاصلهم ورجالاً متقدمين في السن غير قادرين على الركض والقفز!