حسب افيغدور ليبرمان وزير خارجيتها الجديد, واذا كان حل الدولتين مجرد وهم حسب بنيامين نتنياهو رئيس حكومتها المتطرفة الجديدة, فأي رسالة أرادت ان تبعث بها هذه الحكومة الى العرب والعالم حول السلام ومفهومها له منذ اللحظات الاولى لتشكيلها..؟
يفهم من هذا الموقف الواضح في تشدده وتطرفه ان هذه الحكومة لاتريد سلاما حقيقيا مع الفلسطينيين والعرب يستند الى المرجعيات الدولية ومبادئها المنصوص عنها بالانسحاب الكامل واعادة الحقوق لاصحابها العرب, بل (( سلام)) يتخذ طابع تسوية سياسية تقوم على مبدأ كان نتنياهو نفسه قد أطلقه منذ زمن غير بعيد هو (( السلام مقابل السلام )) لكي يجرد مفهوم السلام من مضمونه المحدد بعودة الارض العربية المحتلة محررة من كل قيود الاحتلال ورموزه واشكاله.
وعلى هذا فالسلام الذي يريده نتنياهو وشركاؤه في حكومة اليمين هو سلام مستحيل , وهو كذلك ليس لانه فقط لايحمل صفة واحدة من صفات السلام, بل لأنه ايضا تسوية يراد بها الالتفاف على جوهر السلام واستحقاقاته لكي يفرغ من أي مضمون مادي وسياسي يتصل بالارض وانهاء الاحتلال ووقف العدوان وتفكيك الاستيطان.
وعند هذه النقطة تفهم رسالة حكومة نتنياهو بأنها رفض صريح ومعلن ضد السلام وجنوح مكشوف نحو الحرب والعدوان , وهذا ما لم يخفه ليبرمان عندما قال يجب علينا ان نستعد للحرب اذا أردنا السلام لاننا يجب أن نكون اقوياء , مع ملاحظة ان السلام الذي اشار اليه هنا هو السلام بمفهومه ومفهوم نتنياهو , أي السلام الذي تخرج به اسرائيل بمكاسب سياسية ومادية كبيرة على حساب الحقوق العربية.
وما غاب عن ذهن نتنياهو وليبرمان هنا ان هذا العرض الفارغ هو ما رفضه العرب والفلسطينيون بالمطلق يوم لم تكن انتصارات المقاومة وتغيير الوضع الاستراتيجي للصراع قد تحققت, فكيف بموقفهم اليوم مستندا الى انتصارات المقاومة ووضع اسرائيل المهزوم والمأزوم.
لاشك انهم سيرفضون هذا السلام الكاذب ويعملون على اعادة النظر بموقفهم من السلام لان السلام مستحيل مع من يرفضه.