تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إرهاب تركي بمرتبة «معتـدل» أمريكــي

إضاءات
الأربعاء 7-9-2016
أحمد عرابي بعاج

عدوان تركي مباشر بغطاء سياسي وجوي أمريكي من ناحية مدينة جرابلس بحجة محاربة داعش التي لم تطلق أي طلقة تجاه القوات التركية وهو ما يؤكد على التحالف المتين بين داعش والحكومة التركية المتمثلة بأردوغان وحزبه الإخواني.

وقد أعقبه استمرار في العدوان ودخول الأراضي السورية من جبهة أخرى، بعد أن رأت الحكومة التركية أن الدعم الأمريكي والصمت الدولي هو سيد الموقف، عززه لقاء الرئيس الأمريكي مع أردوغان على هامش قمة العشرين وتأكيده رفض الانقلاب الذي حصل في تركيا ودعمه لحكومة أردوغان، وهو ما فتح شهية أردوغان على الاستمرار في العدوان على الأراضي السورية.‏

ليست جديدة تصريحات أردوغان قبل أيام التي قال فيها إنه يسعى لإقامة منطقة عازلة في الشمال السوري وهي مستمرة منذ عدة سنوات، ولكنها حسب اعترافه تصطدم بمعارضة دولية حتى الآن.‏

ولكن ذلك لن يمنع أردوغان الإخواني المراوغ من الاستمرار في سعيه لذلك ولو بفرض الأمر الواقع، وتصريح رئيس حكومة أردوغان عن تطبيع محتمل في العلاقات مع سورية ومصر لا يتعدى كلاماً في الهواء.‏

لقد علمتنا التجارب في سورية أن لا نثق بالإخوان، فهم يتمسكون بعقيدة دموية ويتلونون حين تتطلب الحاجة ذلك وأردوغان الإخواني ورئيس حكومته وحزبه ليسوا أهلاً للثقة على الإطلاق.‏

وهو ما ينطبق على كلام وأفعال أردوغان وحكومته عن تغير في السياسة التركية تجاه الأزمة في سورية.‏

هناك شك في أن أردوغان قد خدع واشنطن في عبوره الأراضي السورية من ناحية جرابلس بحجة محاربة داعش وشك أكبر في أن أمريكا وأجهزة استخباراتها قد صدقت ذلك.‏

لقد دخل أردوغان بطلب من البنتاغون والبيت الأبيض لإعادة التوازن لصراع مرتزقتها وأدواتها وذلك لخلط الأوراق وتعقيد الموقف أكثر في وجه أي تسوية سياسية محتملة.‏

وفي ذات الوقت تلعب واشنطن لعبة الاتفاقات المحتملة التي لن ترى النور طالما بقيت الحكومة الأمريكية الحالية في البيت الأبيض، لأنه ببساطة غير مسموح لحكومة أمريكية على أبواب الخروج من الحكم أن تفعل أكثر مما تفعله الآن.‏

واشنطن تسوق وتروج للإرهاب المعتدل المتمثل في عصابات إرهابية تدعمها ويشغلها أردوغان الإرهابي المعتدل أمريكياً.‏

وهي لا تستطيع الفصل بين إرهاب وآخر معتدل، لأن هذا من ذاك، وذاك يدعم هذا، ومن يفهم يحل اللغز.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد عرابي بعاج
أحمد عرابي بعاج

القراءات: 2302
القراءات: 1739
القراءات: 1815
القراءات: 1857
القراءات: 2126
القراءات: 1986
القراءات: 1994
القراءات: 1937
القراءات: 2036
القراءات: 1998
القراءات: 2258
القراءات: 2099
القراءات: 2128
القراءات: 2129
القراءات: 2235
القراءات: 2283
القراءات: 2264
القراءات: 2410
القراءات: 2500
القراءات: 2346
القراءات: 1618
القراءات: 2394
القراءات: 2451
القراءات: 2440
القراءات: 2539

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية