وقد أعقبه استمرار في العدوان ودخول الأراضي السورية من جبهة أخرى، بعد أن رأت الحكومة التركية أن الدعم الأمريكي والصمت الدولي هو سيد الموقف، عززه لقاء الرئيس الأمريكي مع أردوغان على هامش قمة العشرين وتأكيده رفض الانقلاب الذي حصل في تركيا ودعمه لحكومة أردوغان، وهو ما فتح شهية أردوغان على الاستمرار في العدوان على الأراضي السورية.
ليست جديدة تصريحات أردوغان قبل أيام التي قال فيها إنه يسعى لإقامة منطقة عازلة في الشمال السوري وهي مستمرة منذ عدة سنوات، ولكنها حسب اعترافه تصطدم بمعارضة دولية حتى الآن.
ولكن ذلك لن يمنع أردوغان الإخواني المراوغ من الاستمرار في سعيه لذلك ولو بفرض الأمر الواقع، وتصريح رئيس حكومة أردوغان عن تطبيع محتمل في العلاقات مع سورية ومصر لا يتعدى كلاماً في الهواء.
لقد علمتنا التجارب في سورية أن لا نثق بالإخوان، فهم يتمسكون بعقيدة دموية ويتلونون حين تتطلب الحاجة ذلك وأردوغان الإخواني ورئيس حكومته وحزبه ليسوا أهلاً للثقة على الإطلاق.
وهو ما ينطبق على كلام وأفعال أردوغان وحكومته عن تغير في السياسة التركية تجاه الأزمة في سورية.
هناك شك في أن أردوغان قد خدع واشنطن في عبوره الأراضي السورية من ناحية جرابلس بحجة محاربة داعش وشك أكبر في أن أمريكا وأجهزة استخباراتها قد صدقت ذلك.
لقد دخل أردوغان بطلب من البنتاغون والبيت الأبيض لإعادة التوازن لصراع مرتزقتها وأدواتها وذلك لخلط الأوراق وتعقيد الموقف أكثر في وجه أي تسوية سياسية محتملة.
وفي ذات الوقت تلعب واشنطن لعبة الاتفاقات المحتملة التي لن ترى النور طالما بقيت الحكومة الأمريكية الحالية في البيت الأبيض، لأنه ببساطة غير مسموح لحكومة أمريكية على أبواب الخروج من الحكم أن تفعل أكثر مما تفعله الآن.
واشنطن تسوق وتروج للإرهاب المعتدل المتمثل في عصابات إرهابية تدعمها ويشغلها أردوغان الإرهابي المعتدل أمريكياً.
وهي لا تستطيع الفصل بين إرهاب وآخر معتدل، لأن هذا من ذاك، وذاك يدعم هذا، ومن يفهم يحل اللغز.