ما جعلها محط نظر الكثير من الجهات لمراقبة طبيعة رد الفعل المصري، وخاصة من جانب اسرائيل التي تعكف منذ زمن على بحث كيفية توريط الحكم المصري الجديد في تبني سياسات النظام السابق نفسها حيال الوضع في قطاع غزة، بما في ذلك دعم سياسة محاصرة القطاع بحجة مقاومة الخطر المشترك المتمثل في الارهاب والجماعات الاصولية.
ورغم الحملات الاعلامية التي باشرها بعض الاعلام المصري الذي لا يزال ممسوكا من بقايا النظام السابق باتجاه تجريم قطاع غزة وتحميله مسؤولية العملية قبل حتى انجلاء التحقيقات، الا أن ثمة أصواتا متعقلة دعمتها جزئيا بعض تسريبات التحقيقات، تشير الى تورط اسرائيلي مباشر أو غير مباشر في العملية من خلال اختراقها لبعض الجهات الاصولية على طرفي الحدود بين سيناء وقطاع غزة، وذلك بغية تصوير منطقة سيناء، وخاصة الحدود مع القطاع، كبؤرة ارهاب وتطرف تستلزم جهدا مصريا- اسرائيليا منسقا لمكافحتها، وقد تتطلب مساندة دولية أيضا في هذا الجهد، ما يعني دفع الحكم المصري الجديد نحو المسار ذاته الذي طالما سلكه العهد السابق.
ومن هنا ، تبدو عملية رفح كأنها كمين اسرائيلي لاعادة عقارب الساعة الى الوراء، واجهاض أية بوادر صدرت عن العهد الجديد لتغيير قواعد التعامل القديمة مع القطاع المنكوب .