| تكريم نقائبي .. غرائبي أبجــــد هـــوز من قبيل المزاودة، لكي يظهروا أمام الذين عينوهم أنهم نبلاء مخلصون في أعمالهم، وثمة مسؤولون يتجاهلون هذا الأمر ويسعون الى لف هؤلاء الناس بالإهمال والنسيان. ولكنه، أعني أبا الجود،لم يسمع من قبل بأناس يقفون ضد المبدعين الرواد علناًِ وعينك عينك، مثلما فعلت نقابة المعلمين بقضية الأستاذ صالح رحال (أبو الزهر) الذي يعتبر من رواد النقابة، وتسلم مهام رئاسة المكتب الفرعي بإدلب بين عامي 1971 - 1974. لم يكن أبو الزهر نقيباً من النوع الذي يغلق بابه ويوقف عليه أذناً يحول دون دخول المراجعين عليه، بل انه كان يمضي وقت الدوام واقفاً على قدميه، متنقلاً بين الغرف ، راكضاً من اجل خدمة المعلمين، سواء حضروا الى النقابة شخصياً أم اتصلوا به هاتفيا لأجل عمل يتعلق بهم ، وكان نزيهاً شريفاً عاش فقيرا، ومات فقيرا . أمضى أبو الزهر السنتين الاخيرتين من عمره وهو يصارع المرض، وتوفي في 18/1/2009، وحينما حضر ابنه الدكتور احمد يطالب النقابة بصرف معونة الوفاة الفورية أعلموه ان اباه فقد عضويته النقابية لأنه لم يدفع الاشتراك السنوي عن سنة 2008! فدهش من السرعة الهائلة التي فصلوه بموجبها ، وأما أبو الجود فقد تخيل ان موظفي النقابة لم يسهروا في رأس السنة كما يسهر الناس، بل انهم انتظروا حتى ركب عقرب الدقائق على عقرب الساعات معلناً دخول العام الجديد، وهبّوا لفصل أبي الزهر من عضوية النقابة. ولمتابعة سلسلة الغرائب التي احاطت بهذه القضية يقول أبو الجود ان موظفي النقابة طلبوا من الدكتور أحمد أن يسدد اشتراك 2008 ففعل، ثم طلبوا منه أن يسدد اشتراك الأيام الثمانية عشر من كانون الثاني 2009 ففعل ، وبعد ان صار حقهم في عبهم أبلغوه بأن النقابة المركزية رفضت تسوية وضعه، واعتبرته مفصولاً من عضويتها ولايحق له أي تعويض . سألني أبو الجود: فما رأيك ؟ هل يوجد تصرف إداري يفوق هذا التصرف من حيث الغرابة؟ قلت: اذا كنت تسألني بجد، فأنأ لدي جواب حول هذا الموضوع. قال: ماهو؟ قلت: بإمكان النقابة المركزية أن توعز للنقابة الفرعية في إدلب ان تفرض عقوبة بحق (المرحوم)، بسبب تخلفه عن دفع اشتراك 2008 فتجعله عبرة لمن اعتبر. وبإمكان النقابات الاخرى ان يتعلموا منهم كيف يكون تكريم الرواد الذين خدموا نقابتهم بإخلاص ولاسيما بعد الوفاة.
|
|