من هنا فإن البحث عن طاقات بديلة أصبح محتماً، وهي متوفرة في الطبيعة وتحتاج إلى استثمار من خلال تقنيات باتت متوفرة لدينا ولدى الكثير من البلدان، لكن الفرق بيننا وبينها أنها قطعت شوطاً كبيراً في استثمار الطاقات البديلة، بينما نحن ما زلنا نقدم بشكل خجول على استخدام تلك الطاقات والذي يقتصر على استخدام الطاقة الشمسية في تسخين المياه وبشكل محدود حتى الآن رغم توفر المستلزمات المطلوبة!!
وتؤكد جهات مختصة بهذا المجال أن سورية تتمتع بمخزون شمسي كبير يشمل معظم مساحتها حيث أن معدل السطوع الشمسي السنوي هو الأعلى عالمياً ويتجاوز 312 يوماً سنوياً.
وتعتبر الطاقة الشمسية من أهم مصادر الطاقة المتجددة التي تعول عليها الدول كثيراً.
وقد وصلت نسبة استخدام الطاقة الشمسية في بعض الدول المتقدمة إلى 25٪ من نسبة الطاقة لديها، وهذا الأمر يدعونا إلى الإسراع للاستفادة من هذه الطاقة النظيفة على نطاق واسع وليس فقط لتسخين المياه، رغم أهمية ما يوفره هذا الاستخدام في استهلاك الطاقة الكهربائية، بل العمل على استخدام الطاقة الشمسية في مجالات أخرى كالصناعة والزراعة والنقل، لأنها طاقة متجددة ونظيفة وصديقة للبيئة.
ولا يكفي أن نكون مستهلكين لمستلزمات وأدوات الطاقة الشمسية، بل يجب أن نتحول إلى مصنعين ومبتكرين ومطورين لتلك المستلزمات والأدوات، وخلق صناعة جديدة متخصصة في هذا المجال وتقديم التسهيلات والدعم لها من قبل الحكومة وإلزام التجمعات السكنية الجديدة والمنشآت الخاصة والعامة استثمار الطاقة الشمسية والاستفادة من الميزات المتوفرة لدينا في مسألة السطوع الشمسي.
الجهات الأكاديمية في سورية اهتمت بهذا الأمر، فها هي جامعة حلب تعمل على إنشاء مركز تخصصي للطاقة الشمسية في منطقة الشيخ نجار حيث قامت الجامعة منذ فترة بتوقيع اتفاقية للتعاون بينها وبين جامعة روستوك الألمانية وإحدى الشركات والقيام بإجراء الأبحاث العلمية بما يخدم الاستفادة من الطاقة الشمسية وتعميم التجربة في الجامعات الأخرى ومن ثم التحول إلى الجانب التطبيقي بشكل واسع وبما يخدم البيئة من خلال استخدام تلك الطاقة في مجالات أوسع كالصناعة وغيرها.
ويتوقع الخبراء أن تكون الطاقة الشمسية في سورية هي الأرخص خلال السنوات القليلة القادمة إذا أحسنا استثمارها بالشكل المطلوب.