هي السلاسل التي تحمل القلادة التي تسمى الدولة، وأي تراجع لأي بنية سواء سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية وصولاً إلى البنية العسكرية، يعني انفراطاً لعقد الدولة وعدم اكتماله.
وهنا لا يجب أن يكون وصف الحكومة الحالية بأنها حكومة حرب من قبيل التبرير أكثر منه من قبيل الارتقاء الى مستوى المسؤولية الوطنية الكبرى التي تحتملها وتفرضها ظروف الحرب التي يفرضها الارهاب الحاقد على البشر والحجر.
رجال السياسة والدبلوماسية السورية هم جنود كبار في وجه الإرهاب الأسود.
ورجال الاقتصاد المخلصين والكفوءين هم الجنود الذين يؤمّنون القوت والزاد للشعب والجيش.
أصحاب الفكر الوطني التقدمي، المجابه لكل أشكال التطرف هم أساس العقد الاجتماعي الذي أسس لوجود سورية وهو من حماها في وجه الفكر الحاقد المرتبط.
رجال الإعلام الذين اختطوا منهج الإعلام المقاوم في وجه الإعلام المرتبط والمرتهن للأنظمة الرجعية ولمشروع تدمير المنطقة هم فرسان الكلمة بحق.
المؤسسة العسكرية والجيش العربي السوري وهو البنية التي نسعى لأن نتشبّه جميعاً بتضحياتها، ولرجالها السبق للدفاع والزود عن الوطن، وهي الأساس في حماية كل البنى الوطنية السابقة.
لنعي جميعاً أننا في زمن الحرب، نحن في الزمن الاستثنائي، لأن نبقى أو لا، وهذ يحتّم ويفرض أداء استثنائياً لجنود السياسة والإعلام وجنود الاقتصاد والاجتماع ...الخ.
حقيقة أن الفصل بيت أهمية الأدوار الوطنية السابقة في السلْم والحرب هو العيب الحضاري الكبير الذي يبرز في الدول النامية، الأمر الذي يوصلها في بعض الأحيان إلى الصراع البنيوي أكثر منه إلى التكامل الحتمي المطلوب، وهذا ما وَعته الدول الكبرى، ولم يكن تخصيص ميزانية للبحث العلمي بحجم ميزانية بعض الدول على سبيل المثال من قبيل الصدفة بل هو الإيمان بدور كل بنية وطنية.
أرجو ألا أكون قد وقعت في فخّ التنظير، لكن من الضرورة أن نكون جميعاً جنوداً في خندق الوطن، والعمل وفق منطق التكامل البنيوي بين كل المكونات، وقيمة كل منا بقدر إتقانه وإخلاصه لعمله الاستثنائي في هذا الظرف الاستثنائي.