ووسط مؤشرات على بدء سلطات الاحتلال التعامل جدياً مع هذه الحركة الاحتجاجية الأوسع حتى الآن في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية.
وبعد طول تجاهل ومكابرة لمطالب المضربين البسيطة والمتمركزة أساسا على تحسين ظروف احتجازهم مثل وضع حد للحبس الانفرادي وزيادة الزيارات الأسرية والاحتجاز لأجل غير مسمى دون توجيه اتهام، بدأت سلطات الاحتلال بحث بعض تلك المطالب والتسويف بشأن البعض الآخر على أمل كسر الإضراب الذي بدأ يشكل لها إحراجا على المستوى الدولي بما يذكر بإضراب مناصري الجيش الجمهوري في بريطانيا والذي تسبب بعد وفاة عشرة منهم في تحقيق تحول كبير داخل بريطانيا وخارجها تجاه قضية شمال ايرلندا التي تحتلها بريطانيا.
والاهم من هذا البعد الخارجي، بعده الداخلي لدى عموم المواطنين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة باعتباره يمس وترا حساسا لديهم حيث تخرج يوميا مسيرات تأييد في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة وتوجه تحذيرات لقادة من انهم قد يواجهون انتفاضة جديدة في حال وفاة أي سجين حيث يعتصم العديد من أهالي الأسرى والمتضامنين معهم في خيام بمدن الضفة وفي غزة للتضامن مع الأسرى المضربين.
إن معركة الأمعاء الخاوية، هي معركة القلوب العامرة بالتحدي للاحتلال وقوانينه وجبروته، معركة لا بد أن ينتصر فيها الإيمان والإصرار والتحدي على الصلف والعدوان.