تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سلالتان لا تنتهيان..

خَطٌ على الورق
الثلاثاء 13-11-2018
أسعد عبود

هما سلالتان، جعلهما الصراع بينهما، متحدتان على مبدأ صراع الأضداد:

سلالة المتحكمين المستبدين.. وسلالة الرافضين للاستبداد وجبروته المقاومين الباحثين عن الحق والحقيقة.‏

منذ بداية الحياة كان هذا الصراع وسيستمر، فبموجبه تتطور الحياة وتزدهر رغم ما تتعرض له من كوارث وحالات مأساوية، ومهما عظم شأن المستبد لا يبدو أنه سيكون له فرصة السيطرة على العالم، بما يعني تعميم الاستبداد والسيطرة والخضوع الكلي لهما.‏

شهدت نهايات القرون العشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين حالة اندحار للمقاومة في وجه الهمجية الرأسمالية التي استمرت لقرون تحاول فرض سيطرتها على العالم وتعميم ثقافتها.. ومثلت حالة العولمة على قاعدة السوق، دون أي شك حالة هزيمة لجبهة مقاومة إنسانية استطاعت لعقود عديدة تسجيل انتصارات مذهلة ضد الهيمنة الرأسمالية ومشروع السيطرة على خيرات العالم، هزيمة تمثلت بسقوط أنظمة الشيوعية والاشتراكية وتحولها إلى رأسمالية وقد تكون وقحة غالباً.‏

هذا السقوط المدوي.. لم تستطع الرأسمالية العالمية وجبهة قوى السيطرة والاستبداد أن تبني عليه انتصاراً يثبت لها حالة السيطرة والاستبداد هذه، فتخلت بسرعة عن العوامل التي ساعدتها على إيقاع الهزائم في الجبهة المواجهة.. مثل الدعوة إلى الحرية والسلام والانفتاح العالمي لأمم الأرض وشعوبها على أساس شراكة السوق.‏

لاحظ اليوم.. السلوك الرأسمالي للولايات المتحدة الأميركية كزعيمة مفترضة للرأسمالية العالمية.. ومواقفها من جملة الاتفاقات والمعاهدات الدولية واتفاقات السلام العالمي التي طالما سعت لها في أوج انتصارها.. ؟؟!! لاحظ أن الرأسمالية العالمية متمثلة بالولايات المتحدة عادت إلى مفهوم الدولة الوطنية.. وهذا يتناقض مع حالة العولمة الظافرة التي شهدتها نهايات القرن الماضي ومطلع هذا القرن.‏

أميركا اليوم تخرج من إطار العولمة الرحب الذي تحدثت عنه وغنت له على أجمل النغمات الرأسمالية.. إلى إطار الدولة الأميركية.. وبالتالي تحاول سجن القوى الأخرى في العالم داخل دولها.. لتقيم معها إما علاقات طابعها السيطرة والتبعية والنهب المستمر.. كما دول الخليج مثلاً.. وإما دول خارجة عن إرادتها بأي مستوى كان، تخضعها لسياسة العقوبات التي تصل بآثارها المأساوية إلى الحلفاء أيضاً!!.‏

هذا الانحراف في جبهة السيطرة والاستبداد.. يقابله وسيقابله حالة جديدة من المقاومة والرفض، بدأت آفاقها تتضح تدريجياً ولا سيما في آسيا، وليست بعيدة عنه أوروبا.. رغم حالة العجز والشيخوخة الفكرية والاقتصادية.‏

رفض العقوبات والحصار الذي يفرض على العالم وسكانه داخل دوله.. سيشكل بيئة الإنتاج الفكري والثقافي الذي يستعيد تألق الإنتاج الفكري النظري والعلمي والعملي.‏

والعالم منذ اليوم على موعد مع تشكل ونمو جبهة المقاومة الفعلية القادرة على رسم مسارات جديدة للعالم والنضال البشري.‏

as.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 603
القراءات: 915
القراءات: 896
القراءات: 869
القراءات: 915
القراءات: 956
القراءات: 961
القراءات: 943
القراءات: 1034
القراءات: 1047
القراءات: 987
القراءات: 1027
القراءات: 1000
القراءات: 1037
القراءات: 1298
القراءات: 1173
القراءات: 1086
القراءات: 1104
القراءات: 1166
القراءات: 1159
القراءات: 1171
القراءات: 1193
القراءات: 1184
القراءات: 1237
القراءات: 1235

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية