تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قراءة هادئة في ردِّ المقاومة..

افتتاحية
الاربعاء 4-9-2019
عـــلي قــاســـــــم

لم ينتهِ النقاش.. ولم تنتهِ التداعيات والتفاصيل الملحقة بردّ المقاومة الذي جاء محكماً ومتقناً، وأصاب هدفه السياسي كما العسكري وأسس لشقه الاستراتيجي، وسيبقى صالحاً لوقت طويل للعديد من المقاربات،

وربما أصبح النقطة المفصلية في قواعد الاشتباك التي لا تشبه ما سبقها، حيث ترسم لمعادلات جديدة ناتجها القريب والمباشر لجم العربدة الإسرائيلية، بينما تتكفل الأشهر القادمة بنتائجها البعيدة أو الأبعد قليلاً..!!‏

لكن هذا لا يحول دون الحاجة الفعلية لقراءة هادئة في الحيثيات والمعادلات التي نشأت، من دون أن ننكر أن هناك تراكمات تتجمع، لتضيف إلى صعوبة القراءة استحالة الاجتهاد أو التأويل على وقع المتغيّرات اللحظية والمتفاعلة مع الوقت، والتي أحدثتها في قواعد الاشتباك السياسي والميداني، وأدت إلى تشكيل جملة من الاعتبارات الملحقة، وتدفع إلى الجزم بأنَّ مرحلةً جديدةً بدأت بالتبلور لمفهوم المواجهة مع الكيان الإسرائيلي ومنظومة العدوان ككل.‏

في المبدأ كان الإجماع في الردّ على المستوى الرسمي اللبناني نقطةً محورية، وهو ما انسحب بصورة أكثر وضوحاً على المستوى الشعبي، وفي سياق العلاقة بين القوى والمكونات على الساحة اللبنانية، وحتى على المستوى الإقليمي والعربي بدت الاعتراضات كأنها معزولة، وفي بعضها بدت مدانة وخارج أيّ سياق، بما فيها موقف الجامعة العربية الذي كان مستهجناً، كما لم يكن يوماً، ولو صمتت، لكان أفضل لها، ولحفظت ما تبقى من ماء في وجهها،هذا إذا تبقى..!!‏

وهو ما ينسحب على موقف بعض المشيخات، التي عزلت نفسها من جهة، وفضحت موقفها ودورها المشين من جهة ثانية، بينما اضطر بعضها الآخر للتمايز واتخاذ موقف قد يكون سابقة في الاختلاف والتعارض إلى حدّ التناقض، وهو ما قد يراه البعض مؤشراً إلى بدء مرحلة يكون فيها الانقسام والاختلاف أحد نتائج المعادلات التي أنتجها رد المقاومة، حيث كان من الصعب، وربما المستحيل تجاهل معطياته وحدود الإتقان فيه.‏

على هذه القاعدة يمكن فهم مغزى ما يجري على أنه التحوّل في المواجهة، وأن الردّ لم يكن مجرداً من أبعاده السياسية والإستراتيجية، التي ترسم منحى إضافياً لا يكتفي بإعادة تشكل قواعد الاشتباك، بل يعيد تنظيم إحداثيات المواجهة على أسس ومعايير تتداخل فيها العناصر المضافة من طريقة الرد، حيث تتسع مساحة الجبهات، وتنضم الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 إلى تلك المساحة، وما تفرضه من معادلات لا تكتفي حينها بالردع..!!‏

ويبقى الأساس والجوهر في الرد القيمة المضافة، التي تجلت في الأبعاد التي تحققت على المستوى الإستراتيجي مع تغيير في مفهوم الردع وقواعده والأسس التي يتم التعاطي من خلالها، وهو ما يستدعي المزيد من القراءات والكثير من الهدوء، وربما المزيد من الشرح لحد الإسهاب.‏

ما تحقق من ردّ المقاومة حتى اللحظة.. يبقى رأس جبل الجليد، وما وراءه أو ما يخفيه خلفه يحتاج إلى أشهر، وقد يكون إلى سنوات، لكن ليس لعقود بالتأكيد، حتى يتظهّر في نهاية المطاف، وإن كان يشكل قصفاً تمهيدياً، يرسم أحد السيناريوهات العملية لزوال الاحتلال، وعلى الإسرائيليين أن يدرسوا ذلك بكثير من العناية والدقة، وعلى الأعراب أن تتبصر، وتعيد النظر بحساباتها ومهاتراتها ووضاعتها، وعلى جامعتهم أن تلوذ بالصمت حتى إشعار آخر، والأفضل إلى الأبد.‏

a.ka667@yahoo.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 6971
القراءات: 892
القراءات: 1048
القراءات: 838
القراءات: 838
القراءات: 824
القراءات: 949
القراءات: 796
القراءات: 724
القراءات: 825
القراءات: 871
القراءات: 758
القراءات: 698
القراءات: 757
القراءات: 949
القراءات: 835
القراءات: 644
القراءات: 839
القراءات: 860
القراءات: 920
القراءات: 864
القراءات: 745
القراءات: 921
القراءات: 831
القراءات: 964

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية