مايؤكد أن الكميات المتوقع استلامها في المحافظات يُعزز الثقة والتفاؤل بموسم وافر جراء الهطولات المطرية في مناطق الاستقرار الزراعي المتزامنة مع وقت وحاجة المزروعات، ويُعزز أيضاً من حجم المخازين الحالية من الحبوب التي تُعتبر ركيزة هامة في أمننا الغذائي .
ولعل قرار الالتزام باستلام وشراء كامل حصاد الخير من الحبوب لهذا الموسم شجّع الأخوة الفلاحين على تسويق إنتاجهم وفق أسعار تشجيعية مجزية وعالمية تتناسب مع الجهود والتكاليف وضمن أولويات بعيدة كل البعد عن حلقات استغلال السماسرة والتجار لتعب وجهد الفلاح.
ويتكلل اليوم- أي الالتزام بشراء المحصول- في كثير من المناطق بانتصارات الجيش العربي السوري ودوره في تأمين عمليات نقل واستلام الحبوب، رغم المنعكسات والأوضاع الراهنة في بعض المحافظات والمناطق الساخنة التي أثرت سلباً في تراجع خطط تنفيذ زراعة القمح وأعاقت وصول متطلبات الإنتاج بالكميات المناسبة.
وهنا تغدو ظروف الأزمة الحالية ومواجهة الحصار الاقتصادي المفروض وتداعياته كحاجة ملحة في تضافر الجهود والإجراءات والتدابير التحفيزية لإتمام وإنجاح عمليات الاستلام للمحاصيل الإستراتيجية وخاصة القمح بلا أي منغصات ومعوقات.
والأهم أن مسؤوليات أكبر بعهدة وزارة الزراعة تجاه هذا القطاع لناحية الاهتمام بقطاع زراعة الأقماح التي شهدت تطوراً نوعياً ولافتاً خلال عقود مضت لكنها أحوج ماتكون في الوضع الراهن في التعمق بالانجازات والأبحاث على صعيد استنباط الأصناف الرامية إلى زيادة الإنتاجية والاكتفاء الذاتي في المحصول والتحول من الندرة إلى الوفرة، وبالتالي تعزيز مقومات صمود الأخوة الفلاحين وتشبثهم بأرضهم.