«شوساكو إندو» الروائي الياباني المُقدّرعالميا، استلهم روايته «الصمت» من تاريخ اسود عاشه معتنقو المسيحية اليابانيون في القرن السابع عشر، ابان ازدهار بعثات التبشير البرتغالية فيها.
القس «فييرا» احد المبشرين البرتغاليين، وبينما كان ينشر تعاليم المسيحية المحظورة في السر والخفاء، القي القبض عليه، وتحت لهيب سياط حاكم ناجازاكي ارتد عن دينه واعتنق البوذية فكان الصدى مذهلا موجعا.
دوّى الخبر في الفاتيكان ومسقط رأسه كصوت انفجار لغم، هرع الكرسي الرسولي إلى إرسال ثلاثة كهنة للتحري عن دقة الخبر، في اليابان يقبض على احد أفراد المجموعة، بطل الرواية، الكاهن «سباستيان رودريغز» وفي عتمة الزنزانة، حيث الوحشة والوحدة تتسربل التأملات والأسئلة الكبيرة.
متن الرواية وعمودها، تلك المواجهة الطاحنة الدائرة رحاها في عقل الراهب رودريغز، بين أفكارحميمة يؤمن بها ويعتنقها، وبين شك ولّدته الزنزانة.
قرأت شيئا تاريخيا موازيا للرواية: الحاكم الياباني «هيديوشي» استخدم المسيحية في صراعه الداخلي ضد البوذيين، إلا أنه انقلب على أتباع الدين الجديد، خشية تزايد النفوذ البرتغالي.
مرحلة الاضطهاد دفعت السلطات في عام 1616 إلى قطع العلاقات التجارية مع العالم الخارجي، وفي سنة 1622 اعدم مايزيد عن مئة شخص من المبشرين والمعتنقين، ولان دوام الحال من الحال، بقي المسيحيون اليابانيون يسقون دينهم في الخفاء، يمارسون تعبدهم السري في غفلة عن العيون المراقبة - رفع الحظر في عام 1873 - «هيديوشي» فعل مابوسعه لانتزاع اليقين الجديد من الأفئدة، لكن هذه آثرت بقائه دافقا فبقي.
الخليفة البغدادي فضح الله سره، يريد استزراع دين جديد في القلوب عنوة.يطرد الموظفات المسيحيات من الدوائر الحكومية في الموصل،ويجبر الرجال على الذهاب الى المساجد ويؤسس»كتيبة الخنساء للمهام الخاصة» لإجبار النساء على النقاب. بعضهم يذكر عنوة بأوجه الشبه بين بهائم الامس واليوم.