في توجيه التنظيم الأخطر في حلب «جبهة النصرة» التي لم تقم واشنطن حتى بإدانتها على جرائمها الفظيعة، لأنها تستفيد مما يحصل في سورية على اعتبار أن ما يجري حسب رؤيتها الدموية هي مرحلة عض أصابع، بعد أن قامت الرياض بتسخير أبواقها في جنيف وانسحاب وفد فنادقها أملاً في قلب طاولة جنيف الذي لم يحصل لأسباب خارجة عن إرادتها حتماً.
واستكملوا حلقة إجرامهم بفتح معركة في حلب وخرق اتفاق الأعمال القتالية استهدفت الأحياء الآمنة، وكلفوا العصابات التكفيرية بالتناوب على قصف المدنيين، واستخدام كل ما تمكنوا من إدخاله عبر معابر الموت التركية....
تأتي تصريحات رئيس وزراء أردوغان عن أن حلب ستتحرر في إشارة لاستمرار تلك الفصائل في ضرب المدنيين، الذين صم الغرب وواشنطن تحديداً آذانهم وأعينهم عن سماع ورؤية ما يحصل فيها من إجرام دموي غير مسبوق.
ورغم ذلك حلب ستنتصر كما ستنتصر سورية وشعبها مهما حاول أردوغان وأمراء بني سعود الوهابيين أن يدفعوا بقطعانهم ويسلحوا مرتزقتهم القتلة، فالغلبة لأهل البلد الصامدين المدافعين عن حلب وعن سواها من المدن السورية التي طردت الإرهابيين شر طردة، وهي ستفعل في حلب التي لن تكون استثناءً في الانتصار، وهي الاستثناء في صمودها وتصديها وتحديها للإرهاب الذي سرق مصانعها التي بيعت بأبخس الأثمان في المدن التركية على مرأى ومسمع حكومة الإخوان ومباركتها.
صحيح أن تركيا والسعودية وقطر أكثر الدول العدوانية المتدخلة سلباً في الأزمة السورية، ولكن كل هذا العدوان لم يكن ليستمر لولا أن الولايات المتحدة الأمريكية تبذل كل ما في وسعها من أجل عدم التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية.
يختصر ذلك كل ما يجري حالياً من عدوان على حلب واستمرار لدعم العصابات الإرهابية التكفيرية من قبل دول لم تكن يوماً تحلم بأن تفعل ما تفعله لولا الدعم الأمريكي اللامحدود والتناغم وتقاسم الأدوار والرضى الأمريكي الصهيوني عما يحصل من إرهاب في المنطقة الذي ليس له عنوان أكثر وضوحاً من تنفيذ ما ترغب به تل أبيب وتعمل عليه واشنطن في استباحة دول المنطقة واستنزاف إمكاناتها وقدراتها خدمة لمصلحة إسرائيل المستفيد الأكبر من الإرهاب.