هذا حال أغلب الناس.. وربما كان العشاق أكثرهم غفلة عن الوقت عندما يلتقون ، وأكثرهم شعوراً بوطأته وبطء سيره عندما يفترقون .. ونجد في الشعر العربي قديمه وحديثه التعبير الأدق عن حالة الوقت..
فهذا زهير بن أبي سلمى يرى في وصول الإنسان الى الثمانين دافعاً الى السأم والملل من تكاليف الحياة.. بينما يصف امرؤ القيس طول الليل في معلقته كما لو أن نجومه بقيت ثابتة في مكانها وكأنها شدت الى جبل يذبل بحبل غليظ.
ونجد الحكمة الأكثر تعبيراً عن أهمية الزمن ، ولفت انتباه الناس الى مروره بسرعة ، فهو يصف سرعة دوران عجلة الزمن في قصيدة اختلاف الليل والنهار عندما يقول:
عصفت كالصبا اللعوب ومرت سنة حلوة ولذة خلس
ولطالما ردد الواعظون وقرأنا في الكتب المدرسية بيته الشهير في قصيدة ، ثانية وهو:
دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوان
ولست أدري هل الغفلة هي التي تصرفنا عن الإحساس بالزمن أم لأنه حالة معنوية غير مرئية..
ولاجدال أن أغلب الناس يهدرون الزمن قصداً أو عفوا وتبقى العودة الى حكماء الشعر العربي أحد السبل السهلة للتفكير قليلاً بعلاقتنا مع الوقت ، لنصل الى التوازن في لحظة ما بين ثنائية الإنسان والزمن