مأجوراً أو غير مأجور.. فكل الأمكنة مملوءة وكل المواقف مزدحمة، حتى الأرصفة في بعض الشوارع تحولت إلى مواقف للسيارات ولا مكان لقدم في وسط المدينة على الأقل.
وما عليك إلا أن تفتش عن مكان في الأطراف لتركن سيارتك لبعض الوقت، لأن هذا المكان غير مضمون، فقد تعود ولا تجد سيارتك، أو تجدها مـذيلة بقسيمة مخالفة لأن الوقوف في هذا المكان ممنوع!!.
هذه معاناة يومية وهي تزداد مع مرور الوقت وازدياد عدد السيارات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، مع عدم وجود مواقف كافية للسيارات، أو مع عدم وجود مرائب نظامية يتم إيقاف السيارات فيها، حتى إن بعض الجهات العامة قامت بحجز أجزاء من الشوارع لتركن سياراتها فيها مسببة الازدحام في الشوارع وعرقلة حركة المرور.
وفي وقت ازداد فيه عدد السيارات في بلدنا حتى وصل إلى أرقام كبيرة لم يكن أحد يتصورها حيث بلغ عدد المركبات المسجلة في سورية حتى نهاية عام 2011، حسب إحصائيات وزارة النقل أكثر من 2.2 مليون سيارة، ففي دمشق وحدها وصل العدد إلى 488164 سيارة، وفي ريف دمشق وصل الرقم إلى 227744 سيارة.
وهذه الأرقام مرشحة للزيادة في كل يوم حتى نصل إلى حد الإشباع رغم ارتفاع أسعار السيارات وأسعار قطعها في الفترة الأخيرة!!.
وهذه الأعداد الكبيرة من السيارات ولدت أزمة مرور وتبعها ازدياد حوادث السير وبالتالي خلق مشكلة كبيرة في إيجاد مكان لوقوف هذه السيارات، سواء داخل المدينة أو في الأطراف وكذلك عند مبيتها، فقد سدت الشوارع والحارات وولدت إزعاجات ومضايقات للآخرين.
ولكن أين المرائب النظامية للسيارات في المدينة، وخاصة في الأبنية الحديثة التي لم تلحظ عند إشادتها إقامة مرائب فيها أصحاب السيارات إلى ركن سياراتهم في الشوارع رغم مخاطر تعرضها للتعدي والسرقة والتهشيم.
وحتى السلطات المعنية بالمخططات والأبنية لم تهتم كثيراً بإقامة تلك المرائب، وكان ذلك آخر اهتماماتها رغم أهمية إقامة هذه المرائب وضرورة وجودها حالياً وفي المستقبل، وإلا فنحن أمام مشكلة تتفاقم كل يوم إن لم نجد لها حلاً سريعاً يريح أصحاب السيارات ويريح الساكنين ويخفف الازدحام عن المدينة وباقي المدن.