فسورية منذ انطلاقة مؤتمر مدريد للسلام وهي تعلن وتعمل وتفاوض بصفتها جزءا من الحل, ولكن الطرف الآخر (إسرائيل) أثبت بالوقائع والدلائل والبراهين انه هو المشكلة وانه بعيد عن انتاج الحلول او سلوك الطرق السلمية للوصول اليها.
فإسرائيل هي التي تحتل الارض العربية وترفض الانصياع لقرارات الامم المتحدة والشرعية الدولية وتعمل على تعطيل أي جهد عربي أو دولي أو عالمي لحل الصراع العربي الاسرائيلي وفق مبادئ واسس القانون الدولي.
واسرائيل هي التي تعتدي على جيرانها وتشن الحروب عليهم وتقتل ابناء الشعب الفلسطيني وتحاصره في دوائه وغذائه واسباب معيشته, وتعتقل مسؤوليه وتصفي قياداته وكوادره.
واسرائيل جزء من المشكلة ايضاً لانها احتلت الجولان السوري وضمته إلى ما تعتبره ارض اسرائيل مخالفة بذلك كل القوانين والاعراف الدولية التي تحظر الاعتداء على ارض الآخر بالقوة واحتلالها وضمها وهي لاتزال ترفض الموافقة على اسس ومتطلبات السلام التي حددتها سورية وفق المرجعيات الدولية والتي تعتبر المدخل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
كل هذه الاسباب المعروفة والموصوفة تؤكد ان اسرائيل هي المشكلة, والاوروبيون يعرفون ذلك ويشيرون إليه في جلساتهم المغلقة غير المعلنة ولكن حتى الآن لم يتجرأ مسؤول واحد منهم على الاشارة إلى اسرائيل بشكل صريح وفق هذا المنظور وتحديد طرفي المعادلة بوضوح ليتم وضع المعايير الصحيحة لمعالجة الصراع العربي الاسرائيلي والتوصل إلى حلول عادلة وشاملة تردع المعتدي وتنصر المعتدى عليه.
وإلى أن يأتي من يستطيع قول الحقيقة بوضوح ويتخذ موقفاً حاسماً من ذلك فإن شعوب المنطقة لا تملك إلا الترقب والانتظار.