ولا يمكن أن ننسى ما قاله أساتذة جامعة دمشق الأوائل بعد عودتهم من حضور مؤتمرات علمية إقليمية ودولية حيث كان معدل القبول لخريج الجامعات السورية فقط يعادل معدل الممتاز في أشهر الجامعات العربية، والتي كان عددها أصلاً محدوداً للغاية .. وبالتالي حصدت جامعاتنا اعتراف دول العالم بالشهادات العلمية وبالخريجين وبمستواهم العلمي والأكاديمي الرائع..
واليوم وفي ظل الأزمة والحصار الاقتصادي صمد التعليم العالي وحافظ على سويته واستمراره.. ومع ذلك فإن جودة التعليم والحفاظ على سمعة الجامعات السورية لم تغب عن بال المعنيين نتيجة عدة معطيات وعوامل تزايد أعداد المؤسسات التعليمية الخاصة، وظروف الدراسة الجامعية الصعبة لاسيما في المحافظات الشمالية والشرقية، وتفعيل اتفاقية التعاون بين مؤسسات التعليم المحلية والخارجية، والانفتاح على التعليم العالي العالمي وزيادة المنافسة بين الجامعات لجذب الطلاب، ومواءمة مخرجات التعليم مع سوق العمل ولاسيما المهن الجديدة وذات الأولوية.
ومن هنا ننظر بتفاؤل إلى تفعيل الهيكلية الجديدة لإدارة جودة التعليم العالي وتعزيز دورها لأنه مهم وحيوي للغاية، وماتقوم به الوزارة حالياً من امتحانات وطنية لبعض الكليات علينا ألا ننظر له بأنه عبء إضافي على الطالب والوزارة إنما هدفه قياس المخرجات التعليمية وتوحيدها وتطوير العملية التعليمية والمحافظة على سوية الشهادة الجامعية وسمعة الجامعات السورية.
وبالتالي فإن الامتحان الوطني مهم أولاً في تقديم خريجين مؤهلين لسوق العمل ويتمتعون بالحد الأدنى والمعقول من المهارات العلمية المطلوبة، وثانياً يساهم بتزويد صانع القرار بالمعطيات اللازمة لوضع الاستراتيجيات والخطط التنفيذية لتطوير التعليم، وثالثاً يساهم في إبراز التنافسية بين الجامعات سواء الحكومية أو الخاصة بما يعكس تقييم جودة أداء وقدرات المؤسسات التعليمية التي تأثر بعضها جراء الحرب الظالمة التي تُشن على سورية.