تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وتبقى واشنطن الراعي الأول للإرهاب...

إضاءات
الأربعاء 8-6-2016
أحمد عرابي بعاج

كلما اقتربت روسيا من حياكة قطبة في ثوب التسوية السياسية ووقف نزيف الدم السوري نتيجة الإرهاب المتدفق من تركيا،

فكت واشنطن عشر قطب مقابلها بشكل مباشر عبر دعم الإرهابيين وإسقاط الأسلحة جواً وعبر تصعيد جبهات قتال في حلب واللاذقية أريد لها أن تسخَّن من وكلاء ومرتزقة جاهزين لضرب أي أفق للتسوية وإيجاد حل ينقذ السوريين من براثن الإرهاب والمتحالفين معه والمدافعين عنه والمبررين له تحالفه مع تنظيمات اشتركت واشنطن في تصنيفها في قرارات مجلس الأمن بأنها إرهابية ثم التفت على تلك القرارات وتراجعت عنها فعلياً.‏

فليست المرة الأولى التي تلقي فيها طائرات واشنطن السلاح للإرهابيين «المعتدلين جداً» حسب معاييرها الدموية وهي تعلم سلفاً أن هذا السلاح سوف يذهب لتنظيمي «داعش والنصرة» في المحصلة، وهذا ما حصل بالفعل بالقرنية الروسية التي رصدت وترصد ممرات ومعابر الإرهابيين كما تراقب وتتابع ما تسقطه أمريكا ومآله.‏

وعليه.. فلا عجب أن تفعل تركيا ما تفعله وأكثر وحكومتها ورئيسها الإخواني يتصدر ثالوث الشر المتحالف في الحرب على سورية مع مملكة الشر ودوحة التآمر، وهي ترى السيد الأمريكي يغدق بالسلاح على التنظيمات الإرهابية عند معابر حدودها بحجة تسليح جماعاتها «المعتدلة جداً» والتي لا ترتدي ثياب «النصرة وداعش» وتمسح من شعاراتها بعض العبارات، حيث تحاول حكومة أوباما إظهار نفسها أمام الرأي العام الأمريكي بأنها حكومة تكافح الإرهاب وهي تخدع مواطنيها قبل أن تفعل ذلك أمام المجتمع الدولي.‏

لكن تركيا وتنظيماتها المتطرفة التي هي رأس حربة تأجيج الحرب على سورية، ولولا تدخلها السافر لكان هناك شأن آخر في إيجاد سبل للحل السياسي، على أقله وقف أحد معابر الإرهاب الرئيسية، غير أنه لا يمكن اعتباره الوحيد أو الاستثنائي في إدخال السلاح والمسلحين، حيث لا يمكن إغفال المعابر الأخرى للإرهابيين والسلاح عبر الأردن الذي يتنصل من دعم الإرهابيين وأراضيه تعج بمدربيهم وقواعدهم التي لا يمكن إنكار وجودها أيضاً.‏

واشنطن التي تدّعي مكافحة الإرهاب وحرصها الكاذب على استمرار وقف الأعمال القتالية في سورية تستمر في لعبة إلقاء السلاح جواً لتأجيج الوضع وتأزيمه بدل محاصرته ومنع تدفقه عبر معابر عملائها ومموليهم في الخليج الذين لا همّ لهم سوى تقاسم دعم الإرهابيين وتناغم خطوات إعاقة محادثات جنيف ووضع المعيقات في وجه المبعوث الأممي في تحديد توقيت استئنافها.‏

وفي الحصيلة النهائية.. تبقى واشنطن الراعي الأول للإرهاب والمموّل الرئيسي لخرق التهدئة وتأجيج القتال واستمراره في سورية أطول وقت ممكن، لأن ذلك يقع في صلب مصلحتها التي لا يمكن أن تختلف عن مصلحة الكيان الصهيوني مهما طفا على السطح من خلافات ظاهرية بينهما، أو من تباين في حسابات وكلائها المشغّلين الأساسيين للإرهابيين.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد عرابي بعاج
أحمد عرابي بعاج

القراءات: 2303
القراءات: 1742
القراءات: 1816
القراءات: 1858
القراءات: 2128
القراءات: 1988
القراءات: 1997
القراءات: 1940
القراءات: 2039
القراءات: 1999
القراءات: 2260
القراءات: 2101
القراءات: 2131
القراءات: 2132
القراءات: 2237
القراءات: 2284
القراءات: 2267
القراءات: 2412
القراءات: 2501
القراءات: 2348
القراءات: 1620
القراءات: 2396
القراءات: 2453
القراءات: 2442
القراءات: 2542

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية