بين «غوار الطوشة و والمجموعة التي تمتحنه «مغنياً» يريد الكشف عن موهبته حين يسألونه عن المكان الذي اكتشف فيه تلك الموهبة فيجيب : انه الحمام..! واليوم يبدو أن بعض المغنيين يحبون الحمّام أو «البانيو» حيث يصدحون بأصواتهم وهم يستحمون ، والماء ينهمر على أجسادهم ، عفواً أجسادهن ، وهن يتلوين ويستعرضن «جمال» الصوت، و«عذوبة» الجسد ، ليذهب مباشرة ذلك كله ، الى عقل المستمع المسجون بعين المشاهد ، حيث يكون التأثير مركباً ومضاعفاً ، فلا يستطيع تمييز الافضل بين الصوت والجسد.. ولعل ذلك يعود الى ان الكثير من أولئك المولعات بالغناء المائي قد اكتشفن أصواتهن في مثل تلك الحالات التي يكون فيها الانسان «حراً ومتحرراً» منطلقاً مع ذاته في حوار حميم حين يكتشف تلك الموهبة الخارقة .. ومن ثم يبحث عمن يساعده في «تنميتها» واطلاقها على مسامعنا عبر شاشات فضائية قادرة على التهام وتسويق كل شيء..
ماذا لو اقترحنا على بعضهن الذهاب الى الحمامات العامة لمتابعة الغناء وتنمية المواهب على الطبيعة مباشرة ..؟
المشكلة ان الكثير منا يعمل على تلك الطريقة «فيغني على ليلاه» في عالم الفن وغيره ، اذ ان فتحات «المصفاة» في الواقع واسعة الى درجة ان لكل منا حمامه الذي يكتشف فيه مواهبه الخارقة .. وقد يكون «حمّام الغناء» أرحم من غيره بكثير في واقعنا..!!