تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الحب غيابياً

رؤية
الأحد 4-7-2010م
محمد قاسم الخليل

يضحك كثيرون وهم يقرؤون ما كتبه الجاحظ عن معلم صبيان مرض عندما سمع أحدهم يقول: لقد ذهب الحمار بأم عمرو، فلا رجعت ولارجع الحمار .

فأعلن الحداد معتقداً أن الشاعر ينعي أم عمرو، وكان قد عشقها عندما سمعه يقول:‏

يا أم عمرو جزاك الله مكرمة‏

ردي علي فؤادي أينما كانا‏

وقال: لو لم تكن أم عمرو جميلة لما شتت قلب الشاعر.‏

تعود هذه الحكاية ذات الأصل الواقعي إلى ألف ومئتي عام، وهاهي تتكرر اليوم في عصر العلم والعقل بواسطة التكنولوجيا التي وصل إليها إنسان الألفية الثالثة.‏

اعتبر هذه الحكاية مثالاً على ضعف العقل وضآلة الذهن، ونعد هذا الشخص متخلفا، لأننا نعرف أن الحب لا يحدث إلا نتيجة التفاعل بين قلبين عند اللقاء، ومراحل الحب كما وصفها احمد شوقي نظرة، فابتسامة، فسلام، فكلام فموعد، فلقاء.‏

لكن ما بال الشباب اليوم يحبون (على السمع) على طريقة معلم الصبيان الذي كان سبباً في قيام الجاحظ بكتابة فصل عن الحمقى من معلمي الصبيان.‏

وهم يحبون لمجرد تبادل الكلام المعسول كتابة عبر مواقع (الدردشة) أو كلام الغرف الصوتية (الشات)، ودون أن يرى أحدهم الآخر أو يعرف عمره وصورته أو يتأكد أن الطرف المقابل ذكر أو أنثى.‏

لقد سمعنا حكايات مسلية عن الحب من النظرة الأولى وتابعنا روايات وأفلاماً أعطت للحب بعداً مثالياً، ولكنها كانت قابلة للتصديق، ولكن ماذا نقول عن حكايات معاصرة هي أقرب إلى الخيال من الواقع، ولعمري لو كان الجاحظ بيننا لتفتقت عبقريته عن مجلدات طوال حول عشاق الدردشة والرسائل عبر النت والشات.‏

وإذا كنا نعتبر أبطال حكايات الجاحظ وابن الجوزي حمقى ومغفلين، فبماذا نصف شباب القرن الحادي والعشرين ؟!‏

لا يسعنا إلا أن نردد قول من قال وللناس فيما يعشقون مذاهب.‏

تعليقات الزوار

أنس الخن نادي الشام للسياحة البيئيةAnaswakk@yaho.  |  anaswakk@yahoo.com | 04/07/2010 10:26

أشكرك على تلك المقارنة الموفقة،...ولكن ألا تعتقد عزيزي أن جاحظ القرن الحادي والعشرين يجب أن يحادث هؤلاء العشاق عبر التشات ليقتنعوا بمدى حماقة حبهم الأعمى ولكن ليس الأطرش!!

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد قاسم
محمد قاسم

القراءات: 1936
القراءات: 1023
القراءات: 986
القراءات: 1131
القراءات: 1259
القراءات: 1079
القراءات: 951
القراءات: 1040
القراءات: 958
القراءات: 1133
القراءات: 1201
القراءات: 1050
القراءات: 1435
القراءات: 1053
القراءات: 1236
القراءات: 1213
القراءات: 1658
القراءات: 1063
القراءات: 1631
القراءات: 1075
القراءات: 1085
القراءات: 1364
القراءات: 1260
القراءات: 1144
القراءات: 1905

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية