خاصة بعدما تعرض الريف لاستهداف منظم عمل على ترويع سكانه وتهجيرهم القسري وضرب عوامل الحياة الاقتصادية البسيطة التي شكلت مصدر رزق لملايين العائلات القاطنة في قراه وبلداته .
من هنا ندرك أهمية إطلاق المشاريع التنموية في المناطق الريفية والتي نراها حاضرة في التوجهات الحكومية المستقبلية ونراها مناسبة للتذكير بما تعنيه هذه المشروعات من دلالات نفسية ومعنوية لأهلنا في الريف على اختلاف مشاربهم ومساهماتهم الاقتصادية المتاحة والمنتظرة لدفع عجلة النمو خطوات بالاتجاه الصحيح .
أمام هذه الرؤية تأتي خطوة وزارة الشؤون الاجتماعية بإعلانها البدء بإعادة تفعيل وحدات الصناعات التقليدية التي كانت متخصصة بصناعة السجاد وخرجت عن العمل بسبب الظروف الراهنة في كافة المحافظات حيث أمكن ذلك ، حيث يتم الانطلاق مبدئيا من محافظات السويداء وطرطوس واللاذقية حيث تم اتخاذ قرار بتفعيل وحدة في السويداء والتجهيز لإعادة إقلاع وحدتين خلال هذا الشهر وفي طرطوس اتخذ قرار بفتح 5 وحدات كما يتم العمل على تأمين كل الإمكانيات المادية لإعادة انطلاق المشاريع.
اللافت هنا ما أشارت إليه الأرقام من أن عدد الوحدات التي بقيت تعمل حتى الآن هي 5 وحدات من أصل 179 وحدة يتم العمل لإعادتها إلى الإنتاج مع مراعاة تفعيل وحدتين على الأقل في كل محافظة لصناعة السجاد، وهذا الرقم يقدم دلالة واضحة على ضرورة التفكير بتوسيع وحدات صناعة السجاد وإحداث المزيد منها مع رعاية العاملات فيها من بنات الريف ليس لأنها تقدم لهن فرصة عمل يحتجنها بل لتأكيد عودة مشاركة الفتاة الريفية في العمل الاقتصادي ، مع العلم أن الوحدات المرشحة للعمل قادرة حسب المعنيين في وزارة الشؤون الاجتماعية ،على إنتاج 1000 متر سجاد شهرياً إضافة لقدرتها على خلق أكثر من 500 فرصة عمل مع التأكيد على أن جميع منتجات الوحدات في السابق تم تصريفها والسوق جاهز لاستيعاب كل الإنتاج الجديد.