فحلب كانت دائماً تصنع التاريخ, ولم يكن التاريخ يصنعها فبعد الفتح الاسلامي, أصبحت حلب الثغر الذي انطلقت منه الفتوحات نحو الشمال, وفي زمن الحمدانيين أصبحت حلب عاصمة الشرق العربي, ومركزه الحضاري والثقافي والسياسي والاقتصادي. واستمرت حلب دائماً مركزاً هاماً للحضارة العربية الاسلامية ولا أدل على ذلك سوى المباني الأثرية التي لا تزال حية مستخدمة في مجالات الحياة.ولم يستطع الزمان أن يحولها الى أوابد.
وحلب.. هي دائماً مركز ثقافي وأدبي هام. فلم تمر عليها حقبة تاريخية إلا وأنجبت حلب فيها الكثير من رجال الفكر والأدب. وها هي أسماء المتنبي وأبي فراس الحمداني وعبد الرحمن الكواكبي وخيرالدين الأسدي وعمر أبي ريشة تمثل غيضاً من فيض ما أعطته حلب من مفكرين وأدباء, أثبتوا وجودهم وحضورهم, ليس على صعيد حلب فقط, وإنما على الصعيد العربي والاسلامي.
ونحن نشارك حلب اليوم في تظاهرتها الثقافية كونها عاصمة للثقافة الاسلامية لهذا العام, فلأن النهل من معين حلب الثقافي, لا بد منه لكل من أراد أن يكون له من الثقافة نصيب.