| سورية في الحقول الأكاديمية... معاً على لطريق علماء كانوا أم مثقفين عاديين, ألا وهو كيف ينبغي لنا أن نتعامل مع هؤلاء الذين يبرهنون عالميا, على أن سورية تبقى أرضا للحضارة التي انبثقت منها وأثبتت حضورها على مدى التاريخ كما هي قادرة على فعل ذلك اليوم? إنه السؤال الذي يؤرق المنتمين إلى حضارة سورية القديمة, الحضارة المتجددة دوما في الذاكرة. أبدأ وقفتي هذه مع الحدث العلمي - العالمي الذي استطاع البروفيسور السوري الدكتور عادل رفقي عوض- الأستاذ في كلية الهندسة في جامعة تشرين - من خلاله , أن يرفع علم سورية عاليا في أروقة الأكاديمية الأوروبية للعلوم, المنظمة الرائدة للعلماء والمهندسين والتي تكاد تكون الوحيدة في العالم, وذلك بحصوله مؤخرا على منصب العضوية الأصيلة فيها, من بين 300 مرشح من مختلف أنحاء العالم. وبطبيعة الحال, ليس الغرض من الإشارة إلى الاسم في مثل هذه الوقفة, بل إلى وجود المواطن القادر على احتلال مثل هذا المنصب بجدارة, في أكاديمية هي من أرفع المؤسسات العلمية مكانة في العالم ولعلنا بإشارتنا هنا إلى اسم الحائز على المنصب, فقط كي نعطيه بعضا من حقه المترتب علينا وعلى مؤسساتنا العلمية, ومن هذا البعض أن يجري تكريمه علنا, على غرار ما نقرأ ونشاهد في بلاد أخرى, وأيضا على غرار ما نقرأ ونشاهد في مناسبات تكريم الأدباء والمثقفين في بلدنا بين الحين والآخر, وذلك من منطلق إشعار المتفوقين والمبدعين من علمائنا أن وطنهم يبقى حاضنا لمكانتهم كما هي مكانتهم عند الغير. ومعروف أن البروفيسور الدكتور عوض سبق أن حاز على جوائز وعضوية مؤسسات علمية عديدة قبل حصوله على عضوية الأكاديمية المشار إليها, ومنها على سبيل المثال لا الحصر, جائزة ( العالميون ال¯ 500) جائزة أفضل مخترع فضلا عن عضويته في لجان استشارية للعديد من الجوائز العالمية التي تمنح للمتفوقين والمبدعين في المجالات العلمية العالمية منها لجنة ( جائزة انشتاين) وجائزة ( أبطال الأرض) وسوى ذلك. وحين يتساءل أحدنا عن ( إجراء ما ) اتخذ أو كان يمكن أن يتخذ تجاه حاملي علم الوطن خارج حدود الوطن, أحيانا يشعر بخيبة أمل, وخصوصا عندما تتكرر مثل هذه الظاهرة العلمية, وكأن شيئا لم يحدث, كما لو كانت الواقعة مجرد سحابة تعبر السماء ولا تلبث أن تندثر. في اعتقادي أن إقامة مؤسسة أو هيئة في الدولة, تنحصر مهمتها , أو تكون من أوليات مهماتها, تتبع مثل هذه الظاهرة العلمية لأبناء الوطن- وكثيرا ما نقرأ عنهم في صحفنا المحلية- لابد أن تعطي ثمارها, من خلال العناية بهم وتقديم الدعم لهم , معنويا على الأقل. إن رعاية المبدعين والموهوبين من أبناء الوطن, ينبغي ألا تحول بينها أي عوائق, بما في ذلك العوائق المادية, هذا إذا كنا نؤمن حقا بشعار التوازن الاستراتيجي مع أعداء الوطن أو خصومه أو منافسيه, ولدينا من الكفاءات العلمية والفنية والثقافية, كما أعتقد, ما يجعلنا قادرين على خوض معارك المواجهات على الأصعدة المشار إليها كافة ومن دون تردد أو خوف فهل نسعى ذات يوم قريب?
|
|