وهو يعني من ضمن ما يعنيه أن هذا الوفد لا علاقة له بسورية من قريب ولا من بعيد.
فأن يؤتى بأشخاص سوريي الجنسية إلى فنادق الرياض ويشكل منهم هيئات ووفوداً ومسييري وملاحظي ومنسقي أعمال لا يعني أن هؤلاء يمثلون الشعب السوري لا في جنيف ولا حتى في أصغر قرية في سورية مهما حاولوا أن ينفخوا به ومهما رفعوا من عقيرة عدائهم للحكومة السورية.
فهم بالمحصلة عملاء ويعملون بالأجرة لدى مشغِّليهم الوهابيين وتركيا وقطر في الحدّ الأدنى، فهناك من بينهم من يمثل تيارات رجعية لها أجندتها الخاصة تناصب العداء للشعب السوري كله كالإخوان المسلمين وغيرهم من التيارات الوهابية الأخرى التي ترى فيما يحدث في سورية من إرهاب نصراً لها.
إعلان ديمستورا استمرار المباحثات في جنيف حتى انتهاء الموعد المقرر للجولة الثالثة أتى لعدة أسباب، أهمها أن وفد الجمهورية العربية السورية قدم ما لديه ولم يعرقل سير المباحثات كما تدّعي أبواق الرياض، وتساعد على إيجاد الأرضية المناسبة للحوار المزمع إجراؤه في جنيف بين الدولة السورية والمعارضة بمختلف توجهاتها، يقابله عدوانية واضحة تفرد من قبل وفد الرياض وأعداء سورية يدّعي تمثيل المعارضة السورية، وفد شكلته المملكة الوهابية على شاكلتها وشاركت فيه أنقرة لتخريب لقاءات جنيف في أي وقت ترى فيه أن مصلحتها ومصلحة شركائها في الإرهاب على سورية سوف تتضرر باقتراب اتفاق السوريين في جنيف على تفاهمات تؤدي إلى وضع حدّ للحرب على سورية ووضع ترتيبات سياسية ترضي الشعب السوري أولاً وأخيراً.
وهذا ما لا تريده مملكة الشر الوهابية ولا يريده أردوغان الحاقد والمتجذّر في الحركة الإخوانية والطامح بإقامة السلطنة العثمانية الجديدة من تحت أنقاض التاريخ.
لن تتوقف الرياض عن محاولات زعزعة استقرار وقف الأعمال القتالية في سورية عن طريق بيادقها التي تحركها كلما هدأت الأوضاع، كما لن يرضى أردوغان بأقل من خراب الشمال السوري واستمرار سيطرة بيادقه من تنظيمات إرهابية في تلك المنطقة، لأن تقدُّم الجيش السوري وحلفائه في حلب تحديداً يعني فشل جميع مخططاته العدوانية بعد تراجع مرتزقته في اللاذقية وغير منطقة بفعل تقدم الجيش العربي السوري وحلفائه على أكثر من جبهة من جبهات المواجهة مع التنظيمات الإرهابية.
ومازال أردوغان يراهن على «النصرة» ويتحالف سراً مع «داعش» ولكن بشكل مكشوف لم يستطع إخفاءه إلى وقت طويل.
ووفد معارضات الرياض التائه في جنيف يحزم أمتعته ويغادر بقدم ويبقي الأخرى ريثما تأتي تعليمات جديدة، ربما هذه المرة من المشغِّل الأكبر له ولأسياده، فجميعهم يعمل لدى سيد واشنطن.
وعندما تأتي كلمة السر عليهم أن ينفِّذوا مهما تطاولوا وتمرّدوا، فهم بالنهاية لا يستطيعون الاستمرار من دون وجود دعم وسلاح أمريكي وقرار من البنتاغون.
وبعد ذلك هل يبقى هذا الوفد يدّعي تمثيل أحد من السوريين؟.
لن يستطيعوا إقناع حتى أسرهم بذلك، ففاقد الشيء لا يعطيه.