تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«ويستمر التعليم»

اضاءات
الجمعة20-3-2020
لينا كيلاني

عندما ظهر ما يسمى التعليم عن بعد منذ عقود من الزمن كان رديفاً للآخر الأساسي في المدارس، والجامعات، وداعماً له، وقد تزامن مع شيوع استخدام شبكة المعلومات.. وظهر هناك بالتالي ما يتصل بتقنيات التواصل في هذا المجال كالتعليم المستمر، وما هو عبر (الإنترنيت) أي الإلكتروني الذي يكون داخل الصف الدراسي بحضور المعلم.

وما يهم من هذا الأمر ليس التسميات، أو التقنيات، وإنما كسر نمطية أساليب التعليم، وابتكار ما هو جديد يتناسب مع معطيات العصر وما توفره من تسهيلات تجعل من التعلم أمراً أكثر جاذبية، وتفاعلاً، وسهولة، وفائدة بالتالي.. وتجعل منه مستمراً، ومتاحاً لكل من يرغب في أي وقت.. ولا يهم عندئذ أن يُسأل الطالب عن عمره، أو ما سبق أن ناله من شهادات لينتظم حسبهما في صفوف الدراسة.. بل إنه فضاء مفتوح تتعدد فيه الاختصاصات، وكل فروع العلم.‏

وحتى قبل أيام قليلة كان التعليم عن بعد يتمتع بهامش من مرونة الاختيار بين مَنْ يرغب، ومَنْ يتوقف.. وبين مَنْ يفضل صفوف المدارس ولو اكتظت بالتلاميذ، ومَنْ يفضل تلقي الدروس عبر شاشة صغيرة تقبع في زاوية من المنزل.. إلا أنه الآن أصبحت هذه الوسيلة للتعليم بديلاً مهماً، وأمراً إسعافياً فيه الوقاية، والحماية، حتى لا يتأخر الطلبة أكثر مما ينبغي عن تحصيل منهاجهم خلال هذا العام الدراسي مع إقفال أبواب المدارس في أغلب دول العالم كإجراء احترازي لمدة مجهولة بسبب الوباء الطارئ حرصاً من الدول على سلامة أبنائها.‏

وإذا كان لبعض المدرسين اعتراض على التعليم عن بعد بحجة ضرورة التفاعل وجهاً لوجه مع الطلبة، فإن هذا النمط الحديث من التدريس غير المباشر كبديل من صفوف دراسية يتزاحم فيها التلاميذ على مقاعد الصف الواحد، إنما يعد بالكثير فهو إضافة إلى عدم اقتصاره على مكان بعينه فإن بإمكانه أن يصل إلى أي بقعة من العالم، ولا ينتقص من إمكاناته في التواصل المباشر بين الطالب والمدرس مادامت الكاميرات الموصولة بالحواسيب تسعف في تحقيق المحادثات المتلفزة.‏

ولعل ضرورة التعليم عن بعد ضمن ظروف عالمية استثنائية ستنعش هذا الحقل من جديد، وتجعل منه الخيار الأمثل، كما تجعل مَن لم يسبق له اختبار التجربة أن يفعل، ولعلها ستكون فرصة لإعادة النظر في أساليب التعليم التقليدي في كثير من البلدان بحيث يندمج ما هو عن بعد مع ما هو عن قرب، أو يصبح الاعتماد عليه بشكل أكبر مادامت هذه الوسائل المعاصرة ذات إمكانات كبيرة تستطيع أن تهزم أحوال غير متوقعة.‏

وإذا كانت وسائل التعليم هذه ستلقى منا الحماسة فذلك لأنها تدفع طالب العلم لأن يكون أكثر اعتماداً على نفسه، واستخداماً لقدراته في البحث، وتقصي المعارف، والمعلومات بينما سهولة الوصول إليها أكيدة وهي تتجاوز ما تنطوي عليه كتب المناهج.. ولأنها أيضاً تحقق ذلك التواصل المثمر بين طلبة العلم على طرفي الشبكة على منصة الاختصاص الواحد، بما يخلق حالة تنافس إيجابي.‏

إنه تعليم مرن يوفر للطالب كل التسهيلات التي يحلم بها من اختيار الوقت المناسب، ومادة الدرس، والمكان المريح.. ويوفر على الدول والأسر الكثير من النفقات بينما يحظى الأبناء بتعليم يكاد يكون مجانياً وصولاً إلى آخر المراحل، والدرجات.‏

تعليم عن بعد، أو علم بلا انقطاع لعله يتقدم مستقبلاً بعد انتهاء الظروف الاستثنائية التي اجتاحت العالم ليكون أكثر من رديف، بل أساس في التعليم متفوقاً بذلك على الآخر التقليدي القديم الذي تحده جدران الفصول، بل بديل منه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 لينا كيلاني
لينا كيلاني

القراءات: 654
القراءات: 666
القراءات: 624
القراءات: 641
القراءات: 770
القراءات: 671
القراءات: 711
القراءات: 652
القراءات: 597
القراءات: 600
القراءات: 592
القراءات: 615
القراءات: 619
القراءات: 612
القراءات: 655
القراءات: 696
القراءات: 673
القراءات: 609
القراءات: 672
القراءات: 697
القراءات: 643
القراءات: 735
القراءات: 610
القراءات: 786
القراءات: 700

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية