تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رسالة نتنياهو

أخبـــــــــــار
الاثنين 18-5-2009
محمد خير الجمالي

في الوقت الذي يتظاهر فيه بنيامين نتنياهو بأنه يريد السلام مع الفلسطينيين ويقول عنه الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز بأنه لا يريد أن يحكم الفلسطينيين,

تأتي أفعاله ومواقفه لتؤكد حقيقة أنه لا يريد سلاماً يتضمن حق الفلسطينيين باقامة دولتهم المستقلة, وأن السلام الذي يريده –إن جازت تسميته بالسلام- هو سلام أمني واقتصادي مجرد من أي حق سياسي للشعب الفلسطيني ويهدف فقط الى خدمة المصالح الاسرائيلية وتعميق حالة الانقسام الفلسطيني .‏

وآخر ما صدر عن نتنياهو في اطار رفضه لمتطلبات السلام الحقيقي هو ما نقله عنه عوفر اكونيس أحد مساعديه من أنه سيرفض أثناء زيارته لواشنطن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة..!.‏

أي رسالة يريد نتنياهو ايصالها للعالم والعرب والفلسطينيين بهذه الرؤية القاصرة للسلام وبهذا الرفض الاستفزازي للحقوق الفلسطينية المشروعة..؟.‏

باختصار شديد يريد نتنياهو القول بهذه الرسالة إنه يرفض السلام العادل وأي طريق موصلة إليه, وإنه إذا كان لا بد من السلام, فيجب أن يكون على طريقته هو وبفهمه الخاص لا على الطريقة المحددة بالمرجعيات الدولية ولا بالفهم المؤسس على إنهاء الاحتلال وحقوق العرب والفلسطينيين باستعادة الأرض واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والعودة.‏

نتنياهو يدرك بأن الطريق الى السلام يبدأ بحق اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس, ولأن السلام وفق هذا المفهوم يتناقض مع أطماعه التوسعية فقد أعلن رفضه القاطع والصريح لهذا الحق, مما يسوغ له استمرار الاحتلال والاستيطان.‏

ولئلا يقال بأن نتنياهو رفض السلام وبالتالي يتحمل مسؤولية ما ستؤول اليه الاوضاع الاقليمية, تفتق فكره المراوغ عن ابتداع سلام أمني واقتصادي لاحتواء ردة الفعل الدولي على رفضه لمبدأ الدولة المستقلة ووضع الكرة في المرمى الفلسطيني حتى إذا رفض الفلسطينيون سلامه الاسفيني ألقى بمسؤولية الفشل عليهم, إضافة الى أنه يريد دفع أميركا والعالم الى صرف النظر عن مبدأ حل الدولتين.‏

كيف سيقرأ أوباما رسالة نتنياهو..؟. هل سيقرؤها في سياق التفهم الأميركي التقليدي للتعنت الاسرائيلي, أم في ضوء الرؤية الأميركية الجديدة للسلام كمصلحة استراتيجية لواشنطن, وبما يعني أن الرفض الاسرائيلي موقف يناقض المصالح الأميركية..؟ هذا ما سنعرف الجواب عنه بعد زيارة نتنياهو لواشنطن.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد خير الجمالي
محمد خير الجمالي

القراءات: 994
القراءات: 974
القراءات: 916
القراءات: 1044
القراءات: 1010
القراءات: 979
القراءات: 982
القراءات: 940
القراءات: 1138
القراءات: 1028
القراءات: 1053
القراءات: 1604
القراءات: 1184
القراءات: 1109
القراءات: 1042
القراءات: 1027
القراءات: 1097
القراءات: 1100
القراءات: 1152
القراءات: 1172
القراءات: 1093
القراءات: 1217
القراءات: 1270
القراءات: 1289
القراءات: 1120

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية