تأتي أفعاله ومواقفه لتؤكد حقيقة أنه لا يريد سلاماً يتضمن حق الفلسطينيين باقامة دولتهم المستقلة, وأن السلام الذي يريده –إن جازت تسميته بالسلام- هو سلام أمني واقتصادي مجرد من أي حق سياسي للشعب الفلسطيني ويهدف فقط الى خدمة المصالح الاسرائيلية وتعميق حالة الانقسام الفلسطيني .
وآخر ما صدر عن نتنياهو في اطار رفضه لمتطلبات السلام الحقيقي هو ما نقله عنه عوفر اكونيس أحد مساعديه من أنه سيرفض أثناء زيارته لواشنطن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة..!.
أي رسالة يريد نتنياهو ايصالها للعالم والعرب والفلسطينيين بهذه الرؤية القاصرة للسلام وبهذا الرفض الاستفزازي للحقوق الفلسطينية المشروعة..؟.
باختصار شديد يريد نتنياهو القول بهذه الرسالة إنه يرفض السلام العادل وأي طريق موصلة إليه, وإنه إذا كان لا بد من السلام, فيجب أن يكون على طريقته هو وبفهمه الخاص لا على الطريقة المحددة بالمرجعيات الدولية ولا بالفهم المؤسس على إنهاء الاحتلال وحقوق العرب والفلسطينيين باستعادة الأرض واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والعودة.
نتنياهو يدرك بأن الطريق الى السلام يبدأ بحق اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس, ولأن السلام وفق هذا المفهوم يتناقض مع أطماعه التوسعية فقد أعلن رفضه القاطع والصريح لهذا الحق, مما يسوغ له استمرار الاحتلال والاستيطان.
ولئلا يقال بأن نتنياهو رفض السلام وبالتالي يتحمل مسؤولية ما ستؤول اليه الاوضاع الاقليمية, تفتق فكره المراوغ عن ابتداع سلام أمني واقتصادي لاحتواء ردة الفعل الدولي على رفضه لمبدأ الدولة المستقلة ووضع الكرة في المرمى الفلسطيني حتى إذا رفض الفلسطينيون سلامه الاسفيني ألقى بمسؤولية الفشل عليهم, إضافة الى أنه يريد دفع أميركا والعالم الى صرف النظر عن مبدأ حل الدولتين.
كيف سيقرأ أوباما رسالة نتنياهو..؟. هل سيقرؤها في سياق التفهم الأميركي التقليدي للتعنت الاسرائيلي, أم في ضوء الرؤية الأميركية الجديدة للسلام كمصلحة استراتيجية لواشنطن, وبما يعني أن الرفض الاسرائيلي موقف يناقض المصالح الأميركية..؟ هذا ما سنعرف الجواب عنه بعد زيارة نتنياهو لواشنطن.