مع الإشارة إلى فترات استقرار ، لكن ليس في ذروة الاستهلاك الذي يحصل شتاءً وصيفاً. وكانت شركات الكهرباء تضع برنامجا تبين فيه ساعات التقنين في كل منطقة ليتمكن الناس من أخذ احتياطاتهم وترتيب امورهم على هذا الأساس.
وهناك شريحة واسعة من الناس تعودت على استخدام الكهرباء لأغراض التدفئة، وهذا بدوره يشكل ضغطاً كبيراً على التيار الكهربائي ويؤدي الى انقطاعات وبالتالي لابد من اللجوء الى التقنين من أجل تلافي النقص الحاصل في الطاقة الكهربائية.
ولعل من أسباب اللجوء إلى استخدام الكهرباء في التدفئة صعوبة الحصول على مادة المازوت رغم تأكيد الجهات المعنية المادة وبكميات تفوق مثيلاتها في نفس الفترة من العام الماضي.. ومع هذا فإن الاستهلاك قد ازداد بنسبة ملحوظة حيث بدأ الازدحام على محطات الوقود في وقت مبكر وقبل أن يحل موسم الشتاء بوقت طويل وقبل أن يصبح المازوت مطلوباً لأغراض التدفئة.
والسؤال المطروح ترى: أين ذهبت الكميات التي تم شراؤها وتخزينها ، وهل تستخدم الآن لأغراض التدفئة ، وإذا كان الأمر كذلك فالمفروض أن يخف الاقبال على طلب المازوت والازدحام على محطات الوقود؟!.
وبحجة صعوبة الحصول على المازوت تحول الكثيرون الى التدفئة بواسطة مدافئ الكهرباء ومدافئ الغاز ومدافئ الحطب ، حيث ازداد الاقبال على هذه الوسائل وخاصة الغاز!!
وهكذا فإن الكهرباء هي الضحية ، أي ضحية مادة المازوت التي يصعب الحصول عليها لأسباب عديدة منها التهريب، وبالتالي التحول إلىالكهرباء التي تقوم الدولة بدعمها بمليارات الليرات سنوياً.
وحسب مصادر مؤسسة توزيع واستثمار الطاقة الكهربائية ، فإن الكهرباء مدعومة بمبالغ كبيرة وصلت في عام 2009 الىحدود 83 مليار ليرة وتجاوزت المئة مليار عام 2010 وقد تتجاوز هذا العام المئتي مليار ليرة تبعاً لارتفاع أسعار الفيول والغاز.
مع العلم أن نسبة تزايد استهلاك الطاقة الكهربائية تبلغ نحو 10٪ سنوياً ، وهذا يتطلب إقامة محطات توليد جديدة تكلف مبالغ كبيرة من أجل مواكبة الزيادة الحاصلة في الاستهلاك!!.