وربما قامت هذه الدول بتصدير هذه السلع إلينا بأسعار تفوق كثيراً المادة التي صدرناها إليها!!.
هذه الطريقة تلجأ إليها دول متقدمة تقنياً من خلال استيراد المواد الخام من الدول النامية والمختلفة تقيناً لتقوم بإنشاء صناعات متطورة تتفوق فيها وتغزو أسواق دول أخرى، وربما احتكرت هذه الصناعة أو تلك ومنعتها عن دول وخصت بها أخرى، وقد تستخدمها في الضغوط الاقتصادية للتأثير على مواقف أطراف معينة خدمة لمصالحها وتحقيق أهدافها.
وكم من الدول والشعوب الفقيرة نُهبت ثرواتها واستنزفت من خلال تصديرها كمواد خام وخسرت مبالغ كبيرة كانت هي الأولى بها لو أنها استطاعت استثمارها وتصنيعها والاستفادة من القيم المضافة للمنتجات والمواد الأولية الخام!!
وفي ظل الظروف التي تمر بها سورية وما تتعرض له من ضغوط سياسية واقتصادية ما أحوجنا الى الاستفادة من امكانات بلدنا الذاتية وتنوع ثرواته ومواده الأولية وتحويلها الى صناعات صغيرة ومتوسطة وكبيرة والاستفادة من القيم المضافة التي يمكن ان تتحقق من وراء ذلك.
والجميع مدعوون حكومة وقطاعا عاما وقطاعا خاصا وكل الفعاليات وأصحاب المهن والحرف والمهتمين بهذا الشأن أن يقوموا جميعاً بدعم الصناعة الوطنية التي تعتمد على المواد الأولية المحلية من أجل الاستفادة من القيم المضافة للمواد التي يمكن تصنيعها وتحويلها الى سلع بدل تصديرها كمواد خام، وتحويل هذه المواد الى سلع مصنعة نحقق بها أرباحاً تفوق بكثير قيمة ما نصدره من مواد خام من جهة، وتشغيل الأيدي العاملة من جهة أخرى ولدينا الكثير من المواد الخام الطبيعية يمكن أن نقوم بتصنيعها وخاصة السلع والمنتجات الزراعية كالحبوب والقطن والخضراوات و الفواكه والتبوغ وغيرها، إضافة الى بعض الثروات الطبيعية كالنفط والفوسفات وغيرها.
وأكبر مثال لدينا في هذا المجال القطن الذي نحقق فيه قيمة مضافة كبيرة من خلال تحويله الى غزول ونسيج ومن ثم الى ألبسة وبياضات وقطن طبي، وكذلك الاستفادة من البذور في استخراج الزيوت والمواد العلفية والكسبة وغيرها.