تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بانتظار التدخل الإيجابي

على الملأ
الخميس 8-12-2011
منير الوادي

سواء كانت الأسباب داخلية أو خارجية، فإن حقيقة زيادة أسعار السلع الاستهلاكية أصبح أمراً واقعاً..

الأمر يحتاج مواجهة داخلية حازمة‏

ووقفة من الجهات المعنية في وزارة الاقتصاد بشكل خاص ومن الجهات الأخرى بشكل عام لأن المعطيات الأولية تشير إلى غياب هذه الجهات..‏

الحكومة تنادي وتؤكد طوال سنوات دور أذرع التدخل الإيجابي، وأعتقد أن الوقت المناسب لتدخلها هو حالياً، لضبط الأسواق وإعادة التوازن لها، مقابل جشع التجار.‏

قد يكون ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء واضطرار بعض التجار على شرائه لتمويل مستورداتهم أحد أسباب ارتفاع أسعار السلع، ولكن ماذا بشأن السلع الموجودة في المستودعات، وكما هو معروف أن التاجر يستورد كميات تكفي الأسواق ويخزن قسماً منها في المستودعات الاحتياطية خاصة أن سورية تمر بفترة أزمة وتجارنا يعرفون كيف يتعاملون في مثل هذه الحالات، فإذا كانت المستوردات الجديدة تتم بأسعار صرف مرتفعة للدولار فماذا عن المستوردات السابقة؟‏

إذا كان بعض أو معظم التجار يبحثون عن الربح، وبعضهم الآخر يوصف بأنه تاجر أزمات فأين الدور الحكومي بالتدخل الإيجابي لتوفير كافة السلع للمواطنين المحلية منها أو المستوردة وبأسعار منافسة، لماذا لم نجد هذا الدور على الواقع الحقيقي الآن؟‏

أي جولة لمراكز مؤسسات التدخل الإيجابي سنجد أن السلع التي كانت معروضة وقت الازدهار قد تقلصت واختفى بعضها، والسبب أن هذه المؤسسات كانت تتعامل مع تجار السوق لتوفير هذه السلع بأسعار أقل من مبيعها، والتاجر كان يجدها فرصة جيدة لنشر سلعته في مواقع مهمة داخل المدن والبلدات وبالتالي يوفر إيجار المستودعات، فهذا يعني أنه رابح مهما خفض سعر سلعته.‏

ولكن في هذه الظروف هناك مؤشرات على تراجع تزويد هذه المراكز من بعض السلع لأسباب مختلفة، لهذا يتضح حالياً أن التدخل الإيجابي السابق كان عبارة عن عملية تجارية فمؤسسات التدخل الإيجابي ليس لديها مخازين أو مستوردات خاصة، بل هي تعمل كتاجر فقط، تشتري ما هو متوفر في الأسواق لتبيعه بسعر الجملة، وبالتالي تحقق ربحاً ولو ضئيلاً وفي الوقت نفسه توفر للمواطن سلعة متوفرة أساساً بالسوق..‏

الآن المطلوب البحث عن دور تدخلي مباشر لهذه المؤسسات للحفاظ على توافر السلع، ولاحقاً يجب وضع استراتيجية جديدة لعملها تخرجها من دائرة العمل كتاجر، إلى دور أكثر تأثيراً من خلال اعتمادها على الاستيراد بنفسها وليس من خلال الشراء المباشر من الداخل كحل سهل..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 منير الوادي
منير الوادي

القراءات: 1741
القراءات: 937
القراءات: 948
القراءات: 930
القراءات: 934
القراءات: 1029
القراءات: 909
القراءات: 980
القراءات: 935
القراءات: 1051
القراءات: 1012
القراءات: 1171
القراءات: 1092
القراءات: 1247
القراءات: 1191
القراءات: 1072
القراءات: 1120
القراءات: 1111
القراءات: 1660
القراءات: 1006
القراءات: 1155
القراءات: 1334
القراءات: 1194
القراءات: 1300
القراءات: 1262

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية