غير أن الترجمة , ورغم أهميتها تلك , وقعت في اشكالات مختلفة , يأتي في مقدمتها فهم المترجم للترجمة.... هل هي نقل حرفي من لغة إلى لغة , أم هل هي عملية إبداعية تنقل روح النص . من هنا تتعالى أحياناً بعض الأصوات ,للدعوى إلى صيغة توافقية تصل إلى توصيف حقيقي للترجمة , والتقنية التي يجب أن تتجلى فيها.
وإذا ماتجاوزنا هذه المسألة فإن الترجمة بحد ذاتها هدف نبيل , وصيغة من صيغ التعايش الإنساني , لذلك فقد أولتها المؤسسات الرسمية والشعبية , اهتماماً بالغاً كان نتيجته معرفة المجتمعات الأخرى , ودراسة ثقافاتها ومعارفها .
ولقد أسعدني مؤخراً ,الخبر الذي قرأته على أحد مواقع الأنترنيت ونشره (الملحق الثقافي) في جريدة الثورة , بأن ثمة مشروعاً عربياً غير ربحي اسمه (كلمات) قد انطلق في أبوظبي, يهدف إلى ترجمة أمهات الكتب العالمية , بالاتفاق مع دور النشر العربية , لاختيار العناوين التي يعتقد أنها مفيدة .
والأهم في هذا المشروع , أن معظم نسخ ما سيطبع من هذه الكتب , سيذهب كهدايا وهبات خد مة لجيل جديد, يكون أكثر تواصلاً بثقافات العالم , وبخاصة أن القائمين على هذا المشروع يؤمنون أن الترجمة عيننا على العالم , والطريق الأقصر إلى روحه ومعارفه.