|
رؤية ففي كل صباح تقريبا ثمة قرارات جديدة واقتراحات طازجة, ومشاريع مستعجلة .. الشيء الذي يوحي بأننا أمام إعادة نظر شاملة ويتيح لنا الاستنتاج أن سياساتنا الاقتصادية لم تكن رشيدة إلى الدرجة التي أوحت بها حكوماتنا المتعاقبة . ليس في نيتي , بالطبع أن أكتب زاوية اقتصادية ,ولكن مايهمني هو معرفة اذا ما كان متاحا التفاؤل بأن يصل هذا الزحف الاصلاحي إلى دائرة الثقافة في يوم قريب. ما زال الكثيرون يعزون الركود الثقافي إلى أسباب ميتافيزيقية .. إلى نوع من التخلف الفطري وندرة قدرية في المواهب : ليس لدينا رواية جيدة أو مسرح متطور أو سينما حقيقية لأنه ليس لدينا كتاب ومخرجون موهوبون ,ومن هو الأحمق الذي يحمّل ( الدولة) مسؤولية ذلك...? ولكن الأمر ليس على هذا القدر من البساطة ,فالجهات التي احتكرت النشاط الاقتصادي ,هي نفسها التي احتكرت الثقافة إذ فرضت وصاية على الأهداف والأفكار وأشكال التعبير والإبداع ... في الثقافة ايضا ثمة مؤسسات عامة خاسرة أثبتت فشلا ذريعا وهي لم تفعل طيلة العقود المنصرفة سوى اهدار المال والطاقات. لم تحقق مؤسساتنا الثقافية أهدافها المعلنة ..وربما يكون هذا أمراً حسناً .لأن هذه الاهداف كانت ستغدو كارثية في حال تحققها , الشيء الذي يفرض إعادة النظر في الأهداف نفسها لافي كيفية الوصول إليها. في الاقتصاد يتحدث الكثيرون عن الخصخصة ولاأعرف ما هو المعادل الثقافي لذلك , غير أن المؤكد هو حاجة الثقافة ايضا الى عملية مراجعة شاملة وجذرية. |
|