|
قضاياالثورة على التوازي, كان ثمة مواطن عراقي يتحدث إلى إحدى الفضائيات قائلاً: (لا أعرف كيف أنتخب, ولا أعرف من أنتخب, لا أعرف أياً من هؤلاء المرشحين أو ماذا سيفعلون.. لذلك خرجت من مركز الانتخاب ولم أختر أحداً منهم..)!!. ليست مادلين اولبرايت ضد الديمقراطية, ولا هي -كما خبرناها- ضد القوة, لكنها قطعاً ضد اجتماعهما معاً, وضد أن تكون إحداهما الطريق إلى الأخرى, أي لا يمكن للديمقراطية الحقيقية أن تلجأ إلى القوة, ولو كانت القوة آخر الخيارات, ولا يمكن للقوة أن تنتج ديمقراطية, حتى ولو كانت الديمقراطية وجبة ماكدونالد سريعة. وليس المواطن العراقي الذي لم يعرف كيف ينتخب ومن ينتخب, ليس ضد الديمقراطية, بل هو يحتاجها ويتوق إليها, لكنه يحتاج أولاً أن يفهمها وأن يتعلم طرائق التفكير بها, ويحتاج أن يعيها ويدرك ما يميزها, بوصفها وجهاً آخر نقيضاً للديكتاتورية والقمع التي ولد في حقبتها وعاش وتربى في سرير أشواكها!. يحتاج العراقي كغيره ممن لم يتذوق طعم حرية الرأي والاختيار, أن يتعلم أن الديمقراطية ليست وجبة ماكدونالد يلتهمها, ثم يمتصها فيغدو ديمقراطياً وأن مطر الصواريخ والقذائف لا ينبت الديمقراطية ولو في المختبرات الزجاجية الأميركية. يحتاج العراقي سيادة الوطن ووحدة الأرض قبل حرية القرار والاختيار وإلا فكيف يستوي الديمقراطي الحر باشلديمقراطي المحتل? تقول الإحصاءات إن أكثر من ستين في المئة من العراقيين, داخل العراق وخارجه, شاركوا في الانتخابات وأدلوا بأصواتهم, وقد بلغت النسبة 90 في المئة بالنسبة إلى العراقيين في سورية, وسواء زادت النسبة أو تضاءلت , فإن الذين شاركوا في الانتخابات ذهبوا ليتعلموا الاستفتاء على الحرية ورفض الاحتلال, وأما الذين لم يشاركوا, فإنهم أحجموا ليقولوا أيضاً, وبصمت, لا احتلال , ولا للديمقراطية في ظله!! فطرة الحرية.. أسبق من دروس الديمقراطية? |
|