|
حديث الناس ومشكلات الانقطاعات أو ضعف التيار نوقشت مرارا وتكرارا باعتبارها تلعب دورا كبيرا بالواقع الانتاجي, ويفترض ايجاد صيغ تتناسب وحجم الاستهلاك الذي يتزايد على الطاقة عاما بعد عام. الانقطاعات تزداد وتتصاعد في فصل الشتاء وفي غالبية المناطق, ما يترك انعكاسات سلبية بشكل أو بآخر, وهذا الموضوع يتم طرحه ومناقشته بين الحين والآخر, دائما نسمع تبريرات مختلفة تندرج تحت تسميات فنية كالاستجرار غير النظامي, أو الحمولات الزائدة أو ضعف التيار, ومصطلحات كثيرة لايسعنا ذكرها جميعا, وبالنتيجة نصل الى واقع كهربائي في فصل الشتاء غير مستقر وفيه نقاط ضعف كثيرة هي بالمحصلة خلل لا بد من تجاوزه. هناك حالات كثيرة لا بد من الوقوف عندها قوامها أن هناك مجموعة من المشتركين لديهم عدادات نظامية يدفعون قيمة الطاقة وحسب معدلات استهلاكهم ولديهم الحرص الشديد على الاقتصاد في الاستهلاك ليتناسب طردا مع واقعهم المادي, وهناك مجموعة أخرى تخالف وتقوم بالاستجرار بصورة غير مشروعة والسؤال كيف ستحل هذه الاشكالية لا أحد يدري, ولكن لا يمكن أن يتم القبول بذلك فيتحمل البعض تبعات من يعبث بالشبكة الكهربائية ويخالف ويستهلك الطاقة لدرجة الإفراط وبأساليب متعددة يمكن معرفتها وضبطها, إذا لا بد من معالجة الاستجرار غير النظامي بطرق واقعية وعملية كي لا نفسح المجال لانتشارها أكثر كونها أموالا عامة, ولا يمكن أن نلقي تبعات الخلل دائما على مجموعة مسميات نسمعها منذ سنوات من دون الوصول الى صيغة معقولة للمعالجة. إن مسألة تطوير الشبكات وتحديثها وتأمين المستلزمات اللازمة لذلك وإيجاد ظروف فاعلة أكثر لضبط وترشيد الاستهلاك أمر مطلوب ويفترض بالجهات المعنية أن تضع برامج زمنية لتحديث شبكات الكهرباء كون البعض منها أصبح قديما ولا يفي بالغرض, وتطوير الشبكة يجب أن يأخذ بالحسبان جميع الظروف والعوامل الجوية ووضع برنامج للصيانة الدورية وتحديث المحولات وأسعار القدرة الكهربائىة اذا ما تم جبايتها وفقا لمعدلات الاستهلاك الحقيقية, كل ذلك كفيل بتغطية الاحتياجات المتزايدة على استهلاك الطاقة, أما إذا بقيت الأمور على حالها فسيبقى الخلل نفسه وكأننا ندور في حلقة مفرغة. فالانقطاعات تتكرر وتتباين حدتها من مكان إلى آخر وضعف التيار الكهربائي هو انقطاع بشكل أو بآخر لأنه لا يتناسب وتشغيل الأجهزة الكهربائىة التي تتعطل من جراء ذلك, وليس بالإمكان أن نخفف شدة التيار وقدرته حتى لاتتأثر المحولات من جراء الحمولات الزائدة نتيجة المخالفات والتعديات على الشبكة. علينا أن نتعامل مع حقيقة وهي أن الكهرباء أموال عامة يجب المحافظة عليها بشتى الطرق من خلال اعادة النظر بتحديث الشبكات وضبط الهدر الحاصل بإيجاد حلول بعيدة عن اشكالات يمكن التغلب عليها من خلال تطوير أداء العاملين وفرق الطوارىء التي يقع على عاتقها معالجة الأعطال وبالسرعة الممكنة خصوصا في فصل الشتاء. |
|