|
طوكيو لكن وفي حين أن الدعم الياباني لجهة الوقوف إلى جانب إدارة الرئيس بوش في مهاجمة نظام صدام حسين كان ضعيفاً, وعلى الرغم من وجود بعض المعارضة في أوساط الشعب الياباني لهذه الحرب, إلا أنه حتى الذين عارضوا هذه الحرب أبدوا دهشتهم من تصميم العراقيين على ممارسة حقهم بالانتخاب على الرغم من الأخطار المحيطة بهذه العملية. وقال تاكيرو موريموتو المعلق في الإذاعة اليابانية الوطنية هذا مدهش.. علينا فعل الكثير لتعلمه من شجاعتهم . لكن وعلى الرغم من الإعجاب الياباني الكبير بالناخبين العراقيين الذين تحدوا الموت في سبيل إسماع صوتهم, فإن ذلك لم يؤد إلى مراجعة للقرار الأميركي الأساسي بمهاجمة العراق, لأن المعارضة لنشر القوات اليابانية في المنطقة لا تزال كبيرة. ومنذ عام مضى, جهد رئيس الحكومة اليابانية جونيشيرو كويزومي من أجل انتزاع قرار بنشر قوات من جيش الدفاع الياباني للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية خارج حدود اليابان. وعلى الرغم من أن الدستور الياباني ينص بوضوح على عدم جواز نشر قوات يابانية خارج حدود البلاد إلا في حالات الدفاع عن النفس, إلا أن كويزومي تمكّن في كانون الأول الماضي من انتزاع قرار من البرلمان يجيز بقاء القوات اليابانية المؤلفة من 550 جندياً في العراق لمدة سنة إضافية. ولم تقع في صفوف القوات اليابانية في العراق أي إصابات إذ إنها منتشرة في منطقة السماوه جنوبي العراق والتي تصفها وسائل الإعلام العالمية بأنها من المناطق الأكثر أماناً في العراق. إضافة إلى أن القوات اليابانية ليست هناك في مهمة عسكرية بل انتشرت في مهمة للمساعدة على إعادة إعمار العراق ولا يحق لها استعمال سلاحها إلا للدفاع عن النفس في حال تعرضها لاعتداء. ومع ذلك, لا يزال هناك احتمال شن هجمات حتى في المناطق التي تعتبر من الناحية التقنية آمنة. كما أن المشرعين في الوقت نفسه يدركون أن مجرد سقوط قتيل واحد للقوات اليابانية في العراق سيعجّل من الدعوة لسحب فوري لهذه القوات داخل البرلمان. لذا لم يجد السياسيون مفراً من القبول بالعرض الأميركي والبريطاني بحماية القوات في العراق بعد أن كانت هذه المهمة منوطة بالقوات الهولندية التي قررت الانسحاب في منتصف آذار المقبل. وبقيت القوات اليابانية في العراق على وعدها بعدم الانخراط في أي مهمة خطيرة حيث ان الانتخابات العراقية كانت واحدة منها. وفيما توجه الناخبون العراقيون إلى صناديق الاقتراع, بقيت القوات اليابانية في ثكناتها ولم تخرج لحماية المراكز الانتخابية خلافاً لباقي قوات . وذكرت صحيفة أساهي شيمبون أنه في حال تدهور الأوضاع السياسية في العراق وفي حال بدت الأوضاع الأمنية خطيرة, فمن الأفضل أن تبقى القوات اليابانية في ثكناتها عوض الخروج ومواجهة مغامرة غير محمودة. وقالت الصحيفة حتى بعد الانتخابات, لا تزال احتمالات وقوع هجمات واغتيالات قائمة.. لذا فإن قوات الدفاع اليابانية تأخذ في الاعتبار البقاء بعيداً عن درب الأذى . وفي هذه الأثناء, ذكرت شبكة خبث التلفزيونية التابعة للحكومة اليابانية, أن الجنود اليابانيين في العراق لا يزالون يعدون الطلقات التي في بنادقهم للتأكد من أنه لم تطلق أي رصاصة تماشياً مع ظروف مهمتهم التي هي إنسانية. وانتقلت عدوى إبقاء القوات اليابانية في العراق بمأمن إلى صفوف المدنيين. فهناك العديد من العراقيين الذين يعيشون في اليابان وهناك جالية يابانية كبيرة تعيش في الولايات المتحدة, والدانمارك, وأستراليا وغيرها من الدول التي سمحت للعراقيين المقيمين فيها الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات. وعلى الرغم من أن الحكومة اليابانية رحبت بالخطوات التي قد تأخذها السلطات العراقية لإقامة مراكز اقتراع في اليابان, إلا أنها حذّرت مواطنيها من ضرورة البقاء بعيداً عن مراكز الاقتراع ضماناً لأمنهم ولاحتمال تحولّهم إلى أهداف . |
|