تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رغم إصرار جامعة تشرين وتوفر مبررات الإحداث...تأخير وتقصير في افتتاح كليات جامعية في طرطوس

مراسلون وتحقيقات
الأربعاء 2/2/2005م
هيثم يحيى محمد

منذ عدة سنوات وأبناء محافظة طرطوس التواقون للعلم والمعرفة رغم الفقر المادي عند النسبة غيرالقليلة منهم- ينتظرون إحداث جامعة أو كليات جامعية في محافظتهم لاسيما كلية آداب- وكلية حقوق - الخ دون جدوى..!! وأجزم أن هذا الموضوع يشغل بال كل طلاب المحافظة الذين يتابعون تعليمهم الثانوي وذويهم والدليل أنه يندر ان تخلو جلسة خاصة أو اجتماع شعبي أو رسمي أو حزبي من الحديث عن أهمية وضرورة احداث جامعة من قبل الدولة أو كليات تابعة لجامعة تشرين في طرطوس لاسيما وان كل مقومات الإحداث متوفرة.

منذ أيام فوجئت أن مصادر جامعة تشرين تؤكد أن المسؤولين في طرطوس لم يتعاونوا مع رئاسة الجامعة كما يجب لإحداث كلية للآداب والعلوم الإنسانية في طرطوس... والدليل أنهم لم يؤمنوا مقرا مناسبا لهذه الكلية رغم الاتصالات المستمرة بهذا الخصوص!!‏

قلت لمحدثي: لكن مرسوم الإحداث لم يصدر ولو صدر لما تأخرت الجهات المعنية في طرطوس بتأمين المقر المناسب مهما كانت الظروف..‏

قال: لقد صدرت عدة قرارات عن مجلس الجامعة في العام الماضي بهذا الخصوص لكنها لم تجد طريقها للتنفيذ وأحد الأسباب الرئيسية كان المقر!!‏

في الحقيقة لم اقتنع كثيرا بهذه الحجة لذلك قررت البحث عن الحقيقة وبالتالي معرفة كل ما يتعلق بهذا الموضوع الهام الذي يمس مستقبل الكثير الكثير من أبناء المحافظة.‏

كلية هندسة تقنية‏

في البداية لابد من الإشارة إلى أنه تم في العام 2003- 2004 افتتاح كلية الهندسة التقنية في مدينة طرطوس تابعة لجامعة تشرين بعد صدور مرسوم جمهوري بإحداثها.. وقد كان لافتتاح هذه الكلية اثر نفسي كبير على ابناء المحافظة الذين ينتظرون منذ سنوات عديدة أن يروا في محافظتهم جامعة أو كليات تابعة لجامعة تشرين.‏

بدأت الدراسة في هذه الكلية بقسمين هامين هما قسم الاتمتة الصناعية وقسم المعدات والآليات وهي أقسام جديدة على مستوى جامعات القطر من حيث التخصص, وجاءت الكلية لتتماشى مع توجهات الدولة في دعم وتطوير التعليم التقني في بلدنا حيث إنها موجهة لتستوعب عددا كبيرا من خريجي الثانويات الفنية في القطر وهذا ما يعطي التشجيع اللازم لدخول الطلاب إلى الثانويات الفنية.‏

وفي العام الدراسي الحالي 2004 -2005 تم افتتاح قسم جديد فيها هو قسم المكننة الزراعية بهدف رفد القطاع الزراعي بمهندسين مختصين باستخدام أحدث التقنيات والتجهيزات لتحقيق الاستثمار الامثل لهذه التجهيزات... ومن المقرر أن يتم بدءا من العام 2005 - 2006 افتتاح قسم جديد في مجال الهندسة الطبية وذلك لتغطية حاجة المستشفيات الحكومية والخاصة من هذا الاختصاص.‏

وتضم هذه الكلية الان نحو /250/ طالبا وطالبة في السنتين الاولى والثانية, وكان يجب أن يكون العدد أكبر من ذلك لاسيما وأنه توجد شواغر في الكلية وتوجد امكانية لاستيعاب اعداد جديدة ويوجد متفوقون تنطبق عليهم شروط القبول وتعذبوا كثيرا من اجل قبولهم دون جدوى!.‏

هذه الكلية ورغم أهميتها الكبيرة ليست الطموح الذي ينتظر ابناء طرطوس فهم ينتظرون كما ذكرنا ان يتم افتتاح الكليات التي تضم اعدادا كبيرة من ابنائهم مثل كلية الآداب والتربية والزراعة وذلك تخفيفا من المعاناة والصعوبات التي تواجههم في الجامعات واعباء السفر وما يتبع ذلك من تكاليف مادية باهظة ترهق الأهل وتجعل الكثيرين منهم يحجمون عن ارسال ابنائهم إلى الجامعات!.‏

قرارات دون تنفيذ‏

والسؤال هل اتخذت جامعة تشرين فعلا قرارات باحداث كليات جامعية في طرطوس? وإذا كان الجواب نعم .. لماذا لم تنفذ?‏

هذا السؤال توجهنا به للدكتور علي محمود عميد كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة تشرين فأجابنا بالقول:‏

دأبت جامعة تشرين على مدى 2003-2004 على اتخاذ عدة قرارات لافتتاح كليات جامعية في طرطوس لاسيما كلية الآداب والعلوم الانسانية باقسامها الثلاثة اللغة العربية وآدابها - اللغة الانكليزية وآدابها- اللغة الفرنسية وآدابها) ومن هذه القرارات التي صدرت عن مجلس الجامعة القرار 2034 17/7/2003 والقرار 1642 تاريخ 19/4/2004 والقرار 590 تاريخ 7/12/2004 ... وجميع هذه القرارات لم تنل نصيبها الكافي من الدراسة والاهتمام من قبل الجهات الاعلى وهنا من حق ابناء محافظة طرطوس أن يتساءلوا ومن حقهم أن يسمعوا الاجابة من أصحاب القرار عن الصعوبات الحقيقية التي تقف عائقا في طريق أن يرى هذا المشروع الحضاري الهام والملح النور وكم من السنين عليهم أن ينتظروا اكثر مما انتظروا!! .‏

ويضيف د. محمود:‏

ان مبررات افتتاح كليات في محافظة طرطوس اكثر من أن تعد وتحصى, فعلى سبيل المثال وليس الحصر أن كلية الآداب في جامعة تشرين تشكل لوحدها من حيث العدد نصف عدد الطلاب في جامعة تشرين, نصف هذا العدد من ابناء محافظة طرطوس ( عدد طلاب الكلية نحو (20000) )وعدد الطلاب المسجلين في العام 2003-2004 وفي أقسام اللغات العربية- الانكليزية- الفرنسية فقط كان /2700/ طالب من ابناء طرطوس فإذا علمنا أن عدد الطلاب المقبولين في السكن الجامعي بجامعة تشرين للعام 2004-2005 هو /7472/ طالبا وطالبة منهم /3000/ طالب من كليتي الآداب والتربية يشكل ابناء طرطوس 70% من هذا العدد لرأينا حجم العبء الكبير الذي سيزاح عن كاهل الجامعة, السكن الجامعي فيما لو انتقل ابناء طرطوس من هاتين الكليتين إلى مدينة طرطوس وبالطبع هذا سيساهم مباشرة بحل مشكلة السكن الجامعي في جامعة تشرين هذا اضافة إلى تخفيف العبء الاقتصادي عن أهالي طرطوس وتجنيب الكثير من ابنائهم اخطار السفر اليومي على الطرقات..‏

وبرأيكم ما هو العائق في طريق افتتاح هذه الكليات طالما أن كافة المبررات متوفرة وطالما أن مجلس الجامعة مصر وملح على الافتتاح وطالما أن فرع جامعة تشرين للحزب هو الآخر رفع مذكرة للقيادة القطرية ( مكتب التعليم العالي القطري) برقم 94/ص تاريخ 23/5/2004 بالاسباب الملحة لافتتاح الكليات في طرطوس?‏

يجيب الدكتور علي محمود : هناك اجابات متداولة ولكن اقربها إلى الحقيقة تلك التي تقول إن وزارة التربية لا تستطيع تفريغ غرفة واحدة من مدارسها من أجل هذه الكليات نظرا لضيق الاماكن وهنا أقول: ان الجميع يعلم ان نحو 70% من مدارس المحافظة قد حولت دراستها في العام الماضي من نظام الدوامين ( صباحي ومسائي) إلى دوام صباحي فقط وبالتالي فإن تعاون وزارة التربية بتحويل مدرسة أو أكثر إلى نظام الدوامين يمكن أن يحل المشكلة, ونجزم أن افتتاح كلية آداب وكلية تربية في طرطوس مشروع يستحق من الجميع وفي مقدمتهم قطاع التربية الاهتمام اللازم لاسيما وأن هاتين الكليتين سترفدان العملية التعليمية في مدارسنا.‏

والحقيقة ان كلية مثل الآداب والتربية لاتحتاج إلى الكثير لافتتاحها فهي تحتاج بشكل اساسي الى قاعات درسية ومدرسين, فالقاعات يجب أن تؤمنها المحافظة وهي قاعات قادرة على ذلك, والمدرسون متوفرون في جامعة تشرين حيث يوجد في الجامعة 22 عضو هيئة تدريس في مجالات اللغة العربية والانكليزية والفرنسية من أبناء طرطوس .. طبعا نقول ذلك مع الإشارة إلى ضرورة أن تبادر المحافظة باستملاك قطعة أرض مناسبة للبدء ببناء كليات تستوعب الطلاب من أبناء المحافظة وتكون نواة الجامعة مستقبلا.. وعلمنا أن هذا المشروع يعاني صعوبات.. وهنا نقول إذا كانت مدينة طرطوس قد ضاقت إلى هذا الحد فمن غير الضروري أن تكون الجامعة في مركز المحافظة.. بل يمكن أن تكون في أي مكان من أرض المحافظة وهي ستكون عامل جذب أينما كانت.. وفي المحافظة مناطق كثيرة يوجد فيها مساحات كافية من أملاك الدولة.. لذلك فالأمر بحاجة إلى قرار شجاع من أصحاب القرار لأن الموضوع غاية في الأهمية ويستحق من الجميع الاهتمام الجدي.‏

بحث عن مقر‏

خلال الأسبوع الماضي ومع متابعتنا لهذا الموضوع حضر إلى طرطوس السيد أمين فرع جامعة تشرين والسيد رئيس الجامعة وعميد كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية حيث التقوا مع أمين فرع الحزب والمحافظ, وكان الهدف المساعدة في تأمين مقر لافتتاح الكلية الجديدة (آداب).. وبعد اللقائين وزيارة كلية الهندسة التقنية زاروا بعض المواقع المرشحة لتكون مقرات مؤقتة للكلية ريثما يتم الانتهاء من استملاك الأرض والبناء عليها, ومن المقرات التي زاروها مبنى معهد إعداد المدرسين الملاصق لمبنى كلية الهندسة التقنية.. والقاعات المتبقية من مبنى المركز الثقافي القديم حيث كلية الهندسة التقنية وأمكنة أخرى.. وقد أكد السيد المحافظ الدكتور سليم كبول يوم الخميس الماضي في الجلسة الثالثة لدورة مجلس المحافظة ردا على تساؤلات الأعضاء بهذا الخصوص أن المقر المناسب سيؤمن قريبا, وإن طرطوس ستشهد افتتاح كلية آداب خلال الفترة القريبة القادمة, وقد يكون مع افتتاح العام الدراسي 2005-..2006 وعلمنا أن مجلس المدينة خصص أرضا للجامعة ضمن المخطط التنظيمي وأنه سيباشر بالاستملاك بعد تصديق المخطط في اللجنة الإقليمية وبالتالي فيمكن أن نبشر أبناء طرطوس أن افتتاح الكلية وقد يكون غيرها من الكليات (حقوق- زراعة- تربية..الخ) بات قريبا.. وبالطبع رغم ذلك فإننا نؤكد من جديد على ضرورة:‏

1- تأمين المقر المناسب وبسرعة كحل مؤقت وعلى وزارة التربية المساعدة في ذلك من مقرات مدارسها.‏

2- الإسراع باستصدار المراسيم اللازمة بإحداث الكليات.‏

3- الإسراع باستصدار قرارات الاستملاك لأرض الجامعة والمباشرة بالدراسات الفنية اللازمة لإشادة الأبنية عليها, ونعتقد أن وزارة التعليم العالي مطالبة وبسرعة بدفع كافة الأمور باتجاه التنفيذ على أرض الواقع.. فكافة الأسباب والمبررات موجودة عندها.. وبالتالي لا نرى أي مبررات لتأخيرها وتأخير غيرها في هذا المجال!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية