|
مجتمع يراودنا هذا التساؤل عندما نشاهد الاستخدام العبثي للأجهزة الحديثة, والتي من أبرزها الموبايل بما يحوي من كاميرا ووسائل اتصال مختلفة, كالرسائل والنغمات وغيرها. فلا أحد ينكر أهميته كوسيلة اتصال ودوره في حل كثير من الأزمات وتسهيل الأمور والعمل وغيرها. فهو حاجة ضرورية للمجتمعات باختلافها, لكن المشكلة في استخدامه الخاطئ الذي يضر بالآخر فيصبح مجرد تسلية عبثية غايته الأذى , هذا ما نلاحظه بين أوساط شبابنا ,وعبر اللقاءات التالية رصدنا آراء الشباب والفتيات الذين يستخدمون كاميرا المحمول ويتبادلون الرسائل بشكل عشوائي ومؤذ وحاولنا معرفة آراء شباب وفتيات تضرروا من هذا الموضوع. > أيمن مراد طالب ثانوي يقول: إنني أهوى استخدام الموبايل وخاصة الكاميرا ففكرة التصوير تغريني بأن اختلس اللحظات التي لا يشعر بها الشخص الآخر الذي ألتقط له الصور وبالتالي اصوره بأوضاع مضحكة وأرسلها إلى آخرين, وأنا لست لوحدي, فكثير من رفاقي يفعلون مثلي للتسلية فقط. > أمل طالبة سنة أولى أدب انكليزي فتقول: إننا مع زملائي نتبادل النكت باختلافها وهي طريقة كي لا نخجل شفهيا, فعن طريق الموبايل نتجرأ أكثر على تداولها شبابا وبناتا وهذه أصبحت شائعة بيننا, حتى أننا لا نشعر بأنها خطأ. > وتحدثنا إحدى ضحايا الاستخدام المؤذي, ثناء طالبة أول ثانوي عما جرى معها بقولها: لقد صورتني إحدى زميلاتي دون أن أشعر وفي بيتي, وبنية سليمة أرسلتها إلى زميلة لها لعبت بالصورة وأرفقتها بصورة شخص لا أعرفه وبدؤوا يتداولونها ما تسبب لي بمشكلات لا تحصى إلى أن ظهرت الحقيقة. وقد سمعت بأكثر من حادثة من هذا النوع فكاميرا المحمول حولت النميمة إلى شائعات بالصوت والصورة. > زهير الأحمد فيقول: تلك النكت المتبادلة بالموبايل تسيىء إلى كل من المرأة والرجل فبعض النكت الرخيصة لم تترك أي صفة أو صورة إلا وألصقتها بالمرأة والرجل, فأصبحت أكثر جرأة بالتوصيف لانتقال النكت من شكلها الشفهي إلى المكتوب وهذا يمحي الخجل والقواعد العامة في التصرف. هذه الحالة المنتشرة هل هي مجرد ظاهرة أم أصبحت طقسا يوميا واحتياجا حقيقيا بحثا عن الرغبة في التنفيس والمتعة بتلبيتها احتياجات شريحة كبيرة من المجتمع يعمها الفراغ? > حول هذا الموضوع حدثنا السيد منصور العبد الله وهو باحث اجتماعي بقوله: العيب ليس في التكنولوجيا ولا حتى في طريقة استخدامها, القضية هي أن المفاهيم الاجتماعية والإنسانية يجب أن تتطور لتجاري مفهوم التكنولوجيا, فمفهوم الخصوصية نفسه يجب أن يتغير يجب أن تعم في المجتمع ثقافة احترام حق الآخرين في الخصوصية. وازدياد تبادل النكت المبتذلة والصور المؤذية ما هو إلا تعبير عن التوتر الاجتماعي والنفسي, فهي تسخر من بعض القيم وتسخفها وتضخم الأفكار السطحية والتافهة. وما بحث الفئة العمرية الفتية والشابة عن هذه المتعة السريعة إلا نتيجة الفراغ والبطالة أو عدم وجود العمل المناسب والثقافة العميقة. فالإنسان السوي لا يلجأ إلى هذه الأساليب الرخيصة لتمضية وقت فراغه لأنها تؤذيه قبل أن تؤذي غيره. لذلك يجب أن نتوجه أولا إلى هؤلاء الفتية والشباب وتثقيفهم بالبرامج والمسلسلات والمناهج الدراسية التي تساعد على تعميق مفهوم الحرية واحترام الآخر. فلكي نستطيع أن نتمتع بالتطور التقني والعلمي يجب التحلي بالأخلاق والقيم التي تؤسسنا من الداخل.. |
|