تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


صراع أجيال...أم تعارض قيم

مجتمع
الأربعاء 2/2/2005م
بثينة النونو

في عصر ثورة المعلومات والفضاء المفتوح لا يمكننا معاملة أبنائنا بنفس الطريقة التي كانت تتعامل بها الجدات وعلى الرغم من صلاحية بعض المبادىء التربوية التي كن يؤمن بها ويطبقنها إلا أن بعض هذه الأساليب ثبت عدم صلاحيتها لعصرنا هذا, ترى ما هي المبادىء التي يجب الأخذ بها وتلك التي يجب تجنبها في تربية ابنائنا ليتحقق التوازن المطلوب لخلق جيل مسؤول وواع للحرية التي أعطيت له.

‏‏

الفرق كبير بين الجيلين‏‏

ماهر صنديد مهندس يقول: ان هناك فرقا واضحا بين جيلين, جيل كان يستبعد أن يشاهد بشرا يهبطون على الأجرام السماوية وجيل اخر يتمتع بنقله علمية هائلة ويصل إلى آخر العالم بالكمبيوتر أو الخلوي, على الآباء أن يضيقوا المسافة الشاسعة بين الجيلين وأن يكونوا على قدر من التطور لمسايرة عصر ابنائهم,‏‏

‏‏

وهو ينوه إلى أن العلاقة لابد أن تقوم على الصراحة والثقة المتبادلة والحب لا الصراع, لان الصراع لابد أن يحسم لمصلحة طرف على حساب الآخر وهذا مالا نحبذه في علاقتنا مع ابنائنا.‏‏

العقاب بحاجة إلى تفسير‏‏

ميرنا ميهوب ربة منزل تقول: كان أبي يعاقبني دون أي تفسير اليوم أنا لا استطيع أن أفعل هذا مع ابنتي لأنها رغم صغر سنها فهي تعي تماما ضرورة تفسير العقاب, والعقاب يجب أ لا يكون بالضرب بل بالتفاهم والحوار هذا الجيل يفرض علينا ما يريد وعندما اتجادل معها أصل لطريق مسدود, أنا لست مع أسلوب الضرب لأن الولد إن تعود على الضرب سيصبح عدوانيا ويقلد أهله خارج المنزل ويصب غضبه على اصدقائه أو جيرانه للتنفيس عما بداخله أنا في حالة ضياع ولا أعرف كيف اتصرف احس أن الأمور تخرج من يدي يوما بعد يوم.‏‏

ماذا يقول الأبناء ?‏‏

‏‏

- ديما دروني طالبة ثانوي تقول: والدتي تتدخل في جميع شؤون حياتي بشكل مزعج فهي تتدخل في اختيار ملابسي وطريقة تصفيف شعري وتفرض علي شكلا خاصا تعتبره مناسبا لي وابي يتعمد اهانتي امام صديقاتي ان طلبت الخروج معهن وهذا يسبب لي الحرج ويجعلني في حالة سخط دائم واتعمد ان افعل العكس في كل ما يقولانه لان كل ممنوع مرغوب وانا سعيدة بذلك ولن اندم.‏‏

- أحمد عرموش طالب ثانوي يقول:كم أنا تعيس لأن والديّ لا يعرفان ولا يقدران قيمة الكمبيوتر في البيت أنا مدمن كمبيوتر ولكي أحقق ذلك لابد لي من الخروج من البيت إما لبيت أحد اصدقائي أو لمقاهي الانترنت, وهذا ما يغيظ أمي ويغضب أبي أنا لا أطلب الكثير بضع ساعات من النهار لن تضيع مستقبلي بل على العكس أنا أجد مستقبلي في الكمبيوتر ليتهم يتفهمون...‏‏

الأهل المثاليون‏‏

ندى السمان ر مدرسةر تقول :اعتبر والديّ نموذجا مثاليا للأهل فالأم صاحبة روح شابة ومرحة تنصح دون عصبية أو ترهيب رغم أنها موظفة والاب أيضا رغم عمله المرهق ينتهز اي فرصة للتحدث مع اولاده او الخروج معهم ومداعبتهم لذلك فهي توافق بشكل فوري على نصيحتهما.‏‏

ثم قالت: علمني والدي أن احدد اهدافي واعرف طريقي جيدا انا واخوتي كي نسير بخطى ثابتة ونصل إلى ما نصبو اليه, والحقيقة انني لست محرومة من شيء وطلباتي مجابة اذا كانت في حدود المعقول, لذلك احاول واخوتي ان نكون عند حسن ظن والدي بنا وانا اعتقد أن الأم والأب يجب أن يكونا الناصح الأمين لا السياف أو الجلاد.‏‏

مع الاختصاصية الاجتماعية‏‏

السيدة آمال العبيسي الاختصاصية الاجتماعية تحدثنا عن كيفية التعامل مع ابناء هذا الجيل: كان اجدادنا يحرصون على مجموعة من القواعد الصارمة وينفذونها بحزم أقرب إلى القسوة ومعظم هذه القواعد لايصح تطبيقها على ابناء العصر الحديث... على سبيل المثال: منعهم من التدخل في مناقشات أو أحاديث الكبار واهانتهم, علينا ترك مساحة من الحرية نقوم بتحديدها وسنها لهم كي تكون واضحة امامهم ويكون لدينا الحق بالتالي لعقابهم عندما يتجرؤون على انتهاكها ولكننا يجب ان نحرص على تطبيقها بشيء من المرونة لا عقاب دون تفسير أقول : ب لقد فعلت كذا وكذا لذلك فأنت تستحق العقاب والعقاب ليس بالضرب بل بالحرمان من ممارسة هواية مفضلة لفترة معينةا.‏‏

إن الحياة الاجتماعية والاقتصادية المعقدة التي نعيشها في العصر الحاضر ومعها كثرة الحاجات وكثرة الاتجاهات الفكرية وتعارض القيم بين الجيلين والتكنولوجيا الحديثة كلها شؤون أثرت على حياة الاسر كافة والابناء خاصة.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية