|
البقعة الساخنة أو كما لو أنه ينفذ مخططا مدروسا ومحكم التركيز لن تعطله موافقة سورية أو رفضها التوقيع , وبمعنى أنه ينسف النيات الصادقة سلفا ثم يتحدث عن شكوكه فيها ! مثل هذا المشهد المفضوح لفم يعطيك حلاوة من طرفه ويروغ لك كما يروغ الثعلب , يضفي على الجامعة العربية كمؤسسة للعمل العربي المشترك أدوارا ووظائف ليست لها أصلا , ويذهب بها بعيدا عن أخلاقياتها القومية , ويحولها إلى أداة تسلط وقهر وإلى خنجر جاهز وبحسب الطلب للغرس في الخاصرة التي تؤشر إليها الجهات المتسلطة من أعضاء الجامعة وبإيعازات خارجية أجنبية ذات مصالح وأهداف لا عربية ولا قومية . على هذا النحو من التعامل المشبع بالتربص والتخفي والغدر والتظاهر , يصير من حق سورية, بل من واجبها أن تعد خطواتها في الطريق إلى الجامعة العربية , وأن تعد أصابعها في مصافحة القائمين عليها ومن تقدمهم هذه الجامعة رعاة لعمل عربي مشترك يتوق إليه العرب جميعا, وبالتالي , أن تتحسب لكل كلمة أو حرف ينطقون به , خاصة أن المصداقية المثقوبة في هذا الإطار هي كالزجاج المكسور يستحيل إصلاحه , ولاسيما أن تجارب سابقة في غير مكان ودولة عربية أثبتت أن المصداقية لدى الجامعة العربية باتت , وفي ضوء رعاتها الجدد المتورمين المتوهمين, يدا للطعن من الخلف ولغرس الخناجر؟ ثمة حاجة حقيقية وأكثر من أي وقت مضى لإعادة مؤسسة الجامعة العربية إلى ميثاقها , ولاستعادة روح وأخلاقية العمل العربي المشترك إليها , وإلا فإنها حتما في الطريق إلى الانهيار والتلاشي , لحظة يحس العرب أنها باتت عبئا عليهم بدل الملاذ , وسلاحا للعدوان عليهم في يد غيرهم وليس سلاحا مشروعا للدفاع عن أنفسهم في يدهم ! |
|