|
ثقافة ماذا عن حضارتنا العربية وهل سنسمح لأنفسنا بتعرية الذات لننتقدها ونضع النقاط على الحروف؟ بداية لا أحد ينكر أن العرب بنوا حضارة شامخة، فالمبدعون العرب أمثال ابن سينا والخوارزمي والكندي.. الخ كل هذه الأسماء ساهمت في بناء الفكر العربي الذي أمد الإنسانية بإبداعه ولكن النقطة هنا أن الغرب لم ينقل فقط بل أضاف وأضاف وبقينا نحن نردد أسماء مفكرينا العظماء ونعيش على أمجادهم دون إضافة أو إبداع جديد لا شيء غير النقل فماذا ننتظر من أمة لا تبدع جديداً ولا تفكر، فالتفكير هو تجاوز للسائد وخروج عن المألوف؟! فعلى المستوى الديني رغم أن الاجتهاد واجب على كل مسلم إلا أنه تم إغلاق منافذ الاجتهاد وبقي الفقهاء هم المرجع الوحيد وهذا ما أبعد العقل العربي عن الحراك المعرفي المتقدم وأبقاه في خانة تضيق على النقاش الفكري. الأوضاع المتردية لواقعنا العربي أليست بحاجة إلى حركة فكرية علمية تواكب كل تطور؟ بمعنى آخر ألسنا بحاجة إلى شخصية المثقف المنقذ الذي يواكب آخر ما توصل إليه الغرب ويضيف إليه من جهده وفكره فإما يطوره وإما ينقده؟ أم إن المثقف آمن واقتنع بالمقولة القائلة بموته وابتعد عن قيادة المشهد الثقافي المتخلخل ببنيته الثقافية ونسي أنه ملزم بحمل القضايا الكبيرة وأصبح يؤدي دوره كمهنة وانتهت بذلك كلمته الحاملة للصدى والمناوشة لكل رأي أو واقع أو رهاب فكري!! إن دور المثقف الذي يعول عليه هو في واقع الأمر يخضع لمفهوم قابل للصيرورة فهو ملزم بفتح عوالمه على نوافذ معرفية كثيرة وتحقيق إضافات إلى عوالمنا مقترحاً أفكاراً أو داعياً إلى حلول تساهم في النهضة الحضارية والأمن الثقافي. إذاً الحضارة العربية يجب أن تستمر وتبدع وترفد غيرها من الحضارات ويجب الخروج من فكرة موت ونهاية دور المثقف لأن الواقع متحرك وصارت الحقائق الكبرى للأسف نسبية. ولمن يعتقد أن أميركا وأوروبا هما بلدا الحضارة والديمقراطية والمبادئ والحرية والرفاه واحترام إنسانية الإنسان فليذهب إلى الحي اللاتيني في باريس وإلى مانهاتن في أميركا و..و.. الخ عندها سيظهر الغرب على حقيقته!! |
|