|
حديث الناس فالشعب السوري معروف عنه انه يضحي بالكماليات والرفاهية لحفظ الكرامة الوطنية وصونها وهو الذي سطر ملاحم سيتذكرها التاريخ جيداً بتمسكه بوطنه وقراره وكرامته. الحقيقة الاولى التي تناساها العرب -إلا انهم يعرفونها عن ظهر قلب- ان الاقتصاد السوري لن ينهار مهما «تكالبت» عليه الضغوطات والعقوبات لأن سورية لديها مناعة اكتسبتها من تاريخ طويل حافل بالعقوبات.. استطاعت ان تتكيف وان تخرج بأقل الخسائر. أما الحقيقة الثانية فتتمثل بأن الاقتصاد السوري متنوع وقد استفادت سورية منذ بداية الثمانينات من شعار طرحته وطبقته على ارض الواقع «الاعتماد على الذات» والاكتفاء الذاتي.. وبناء عليه فسورية تنتج حالياً 80٪ من احتياجاتها من زراعة وصناعة تحويلية وألبسة وموارد الطاقة. طبعاً نحن هنا لا نقلل من آثار العقوبات على اقتصادنا لكن نقول ان الموقع الجيوسياسي لسورية أهلها لأن تكون رابطا حقيقيا بين القارات وبالتالي من يريد ان يحاصر سورية وشعبها عليه ان يتحمل أولا حصار نفسه وشعبه.. ومن لديه نفس طويل هو الذي سينتصر في النهاية. والمطلوب من الحكومة اليوم هو ادارة الازمة بأفضل الطرق وصولاً الى التخفيف ما أمكن من الضرر عن الشعب هذا الشعب الراغب والقادر في الوقت نفسه على فعل الكثير لحماية وطنه وبالتالي على الحكومة التواجد أكثر من أي وقت مضى بين الشعب على اختلاف شرائحه. فالجلوس وراء المكاتب والادارة عن بعد أحدث فجوة ثقة بين الحكومة والمواطن ومسؤولية الحكومة اليوم اعادة هذه الثقة . صحيح انها مهمة ليست سهلة.. إلا انها ليست مستحيلة في حال توفرت النوايا .. والأرضية اليوم مناسبة أكثر من أي وقت مضى. |
|