|
لبنان الثعبان الذي قد تعثر عليه في كل الشقوق أم الحاخام الذي يتولى تسويق التلمود ليس في العقل الأوروبي فحسب، وإنما في العقل العربي أيضاً، وحيث نجد كتاباً وصحافيين يمارسون هواية التزلج على السراب ما دام هذا يؤمن لهم الضوء المجاني والمكانة المجانية ناهيك عن المال المجاني. هو الذي يتغنى بـ «الربيع العربي» هل تراه سمع بـ «الشتاء الفلسطيني» وحيث الخطة باتت واضحة في ظل ذلك الغباء العربي الكبير فلا وجود لأي فلسطيني فوق أرض فلسطين وفي هواء فلسطين قبل نهاية الربع الأول من القرن الحادي والعشرين.. هنري - ليفي ولمن قرأ كتابه الأخير ولمن يرصد لقاءاته واتصالاته في باريس وغيرها الذي يعلن للملأ «أنا صهيوني وقلبي يكون حيثما تكون إسرائيل» هو الذي «يكافح» من أجل الحرية والديمقراطية في المجتمعات العربية.. نحيله فقط إلى الفيلسوف (اليهودي) الفذ باروخ سبينوزا وقد طارده الحاخامات إياهم لأنه رفض «أن نصنع مخالب للملائكة مثلما نصنع مخالب للنصوص» ولأنه رفض إلا أن يكون إنساناً حقيقياً من دون أقنعة ومن دون ازدواجية بل من دون «تكديس الدم في اللاوعي» لتوظيفه في الوقت المناسب وفي المكان المناسب... حينما يعشق برنار هنري - ليفي إسرائيل وينتشي حين يتحدث بنيامين نتنياهو عن «الدولة اليهودية التي لن يقوم الهيكل من دونها» وحينما يتأكد لنا أنه ينشط حالياً لاستقطاب مثقفين وحتى سياسيين ودبلوماسيين عرب لإقامة «فيدرالية خلاقة بين بني إبراهيم» وهو الذي لم يعترض ولو ببنت شفة على جدار الفصل الذي قبله بسنوات وسنوات أقامت الصهيونية وما زالت تقيم جدران الدم.... ثمة من يقول لنا إن الفيلسوف إياه (وأي فلسفة حين تكون العين عرجاء إلى هذا الحد؟) مغتبط جداً لأنه لم يكن يتصور أبداً أن بين العرب من يتجاوب بحرارة مع دعوته فعندما ترتفع بيارق الحرية والديمقراطية في المنطقة العربية تتعمق أكثر فأكثر الرغبة في السلام، أي سلام حين يسقط تراب فلسطين كل تراب فلسطين في بطن التنين أوليست الميتولوجيا العبرية إياها من اختراع التنين؟ مهلاً، مهلاً، أيها المثقفون الأعزاء نعلم إلى أي مدى يصل الإغواء، إغواء الضوء ولكن أي ضوء ذاك حين يكون مرصعاً أو ملطخاً بأنين الأهل.. هل حقاً أنكم ما زلتم تذكرون الأهل؟. |
|