|
سانا - الثورة لدعوة كافة الأطراف لتوفير البيئة المناسبة للعمل السياسي الهادئ والمستقر الذي يضمن عدم تعرض البلاد وعمليته السياسية إلى اي اضرار جانبية في هذا الوقت العصيب ووسط تحذيرات من احتمال انهيار العملية السياسية فقد دفعت الأزمة المتفاقمة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى الدعوة لعقد مؤتمر للقادة السياسيين يناقش الازمة الحالية في العراق. وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي لوكالة الصحافة الفرنسية ان المالكي يدعو الى عقد مؤتمر لرؤساء الكتل والزعماء السياسيين بهدف مناقشة الخلل الامني والسياسي في هذه المرحلة. واوضح الموسوي ان الدستور سيكون هو المرجع الوحيد للحل. كما دعا رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي امس الى عقد مؤتمر وطني عام لمناقشة المستجدات في البلاد. ونقلت وكالة (ا ف ب) عن النجيفي قوله في بيان ان العراق يعيش في مناخات الانسحاب الاميركي ويقاوم ارتدادات وانعكاسات التطورات الاقليمية مطالبا المسؤولين السياسيين بنبذ التناحر والخروج من التقوقعات الحزبية والفئوية والطائفية والعرقية. ميدانياً قتل شرطي فيما اصيب اثنان اخران بينهما ضابط في حادثين منفصلين وقعا في العراق أمس. ونقلت (يو بي أي) عن مصدر في الشرطة العراقية قوله إن شرطيا قتل فيما اصيب ضابط برتبة عقيد بحروق نتيجة حريق اندلع في مركز للشرطة يقع في بعقوبة شمال شرق بغداد. وفي حادث منفصل قال مصدر في الشرطة ان أستاذا جامعيا اصيب بجروح اثر انفجار عبوة ناسفة مثبتة بسيارته وذلك اثناء مرورها في شارع فلسطين شرق بغداد. من جهتها اعلنت مصادر في الشرطة العراقية العثور على أربع جثث لاشخاص تم اختطافهم قبل أربعة أيام شمالي الفلوجة غربي العاصمة بغداد. إلى ذلك قالت صحيفة الغارديان البريطانية ان الولايات المتحدة تتجاهل الثمن الباهظ للحرب التي شنتها على العراق وتواصلت لتسع سنوات والذي لا يزال العراقيون يتكبدونه حتى الان مشيرة الى وجوب اتخاذ كل الاجراءات لاحباط اي محاولات لزخرفة الارث الاميركي الباعث على الاسى الذي خلفته في العراق. وذكرت الصحيفة بالمذبحة التي ارتكبها جنود من سلاح البحرية الاميركية بحق 24 مدنيا عراقيا بينهم طفل لم يتجاوز الثلاثة اعوام في 19 من تشرين الثاني في عام 2005 انتقاما لمقتل جندي أميركي واحد بانفجار قنبلة في مدينة حديثة بمحافظة الانبار. ونبهت الصحيفة الى رد فعل الميجور جنرال ستيف جونسون الذي كان قائد القوات الاميركية في محافظة الانبار والذي اعتبر انه ليس هناك ما يستدعي التحقيق بالجريمة لانها تشكل امرا معتادا في العراق الا انه لو سمع بمقتل 15 شخصا في ولاية فيرجينيا لكان قد صعق. وقالت الصحيفة إن مراسلا لصحيفة نيويورك تايمز الاميركية اكتشف ان المحاكم الاميركية اسقطت التهم ضد ستة جنود ممن ارتكبوا هذه المجزرة بعد ان عثر على وثائق التحقيق الداخلي العسكري الامريكي ملقاة في مكب للقمامة بالقرب من بغداد حين كان ملازم يستخدمها لتحضير نار الطهو. واضافت الصحيفة ان الولايات المتحدة نفذت المرحلة الثانية وهي سحب قواتها من العراق بعد انتهاء المهمة التي كان وصفها الرئيس الاميركي باراك اوباما بالناجحة بعد ان القت الدلائل التي تفيد بارتكاب القوات الاميركية جرائم حرب في القمامة ودون ان تحمل احدا المسؤولية واختارت فهم الهزيمة التي منيت بها في العراق على انها انتصار والفشل على انه نجاح. ولفتت الصحيفة ان ما اعتبرته واشنطن انجازا من خلال الاطاحة بالنظام العراقي السابق لايمكن ان يشكل تعويضا للكذب وعمليات التعذيب التي ارتكبتها القوات الاميركية وتشريد مئات الالاف من العراقيين وانتهاك حقوق الانسان وانعدام الاستقرار وارتكاب المجازر مضيفة ان هذه الحرب انتهت بجعل الكثير من الاطفال العراقيين يتامى وبتلطيخ سمعة الاشخاص الذين شنوها وهم الاميركيون ومن خلفهم البريطانيون والاغبياء الذين وفروا لها الغطاء الفكري وعمدوا الى تبريرها. وقالت الصحيفة انه يبدو ان قلة فقط من الاميركيين يهتمون فيما اذا كانت الحرب ستنتهي بالنسبة للعراقيين ايضا ام انهم سيظلون يدفعون الثمن. وتابعت الصحيفة ان من يصفون انفسهم بالتقدميين في الولايات المتحدة يحاولون ربط الانهيار الاقتصادي في الولايات المتحدة بالاخفاق العسكري ويجادلون زاعمين أن بناء البلاد يجب ان يبدأ داخل الولايات المتحدة وليس في العراق. ونرى في النهاية اوباما ودون أن يظهر عليه بانه يمزح يدعو الدول الاخرى الى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق بعد كل ما فعلته بلاده هناك. وختمت الصحيفة بالقول ان ما نراه هنا هو الاعتداء على شخص اخر والمسارعة الى الشكوى قبل هذا ان يشتكي الشخص المعتدى عليه فالاميركيون هم الذين يشتكون فيما الاولى ان يشتكي العراقيون. |
|