تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قسوة في مكانها

على الملأ
الثلاثاء 6-11-2012
حازم شعار

التقرير الاقتصادي الخاص باتحاد نقابات العمال الذي تمت مناقشته في أعمال الدورة الثالثة عشرة للمجلس العام للاتحاد التي عقدت منذ بضعة أيام قدم تقييما واضحا وصريحا

للسياسات الاقتصادية على المستوى الكلي خلال السنوات الماضية, كاشفا بالأرقام وبطريقة مهنية وهادئة مواضع الخلل وحالات الفشل التي منيت بها الحكومات السابقة في تحسين الكثير من المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية, بيد ان الاتحاد ومن خلال تقريره أظهر قسوة ممزوجة بالانزعاج الكبير عندما تطرق الى القطاع العام الصناعي.‏

وهنا ضرب الاتحاد عصفورين بحجر واحد كما يقال مرة عندما أشار إلى أن محاولات إصلاح القطاع العام فشلت عمدا,وأخرى عندما عزا السبب في ذلك إلى عوامل متشابكة زاد في تعقيدها التطبيق المشوه اللامتوازن لنهج اقتصاد السوق الاجتماعي.‏

والفشل المتعمد بينه اتحاد العمال «بأن هذا القطاع عانى من إهمال مقصود خلال العقد الأخير نتيجة عدم قناعة الحكومات السابقة بضرورة إصلاحه ورفض الجهات الوصائية سياسات التجديد والاستبدال الأمر الذي أدخل معظم شركات القطاع العام قسرا في نفق التعثر, وتوقف بعضها عن العمل وبعضها الآخر مهدد بالإغلاق».‏

ورغم هذه الصورة السوداوية عن واقع القطاع العام ورغم التراجع الواضح لدوره الاقتصادي والاجتماعي ورغم تغير رؤية الحكومة لهذا القطاع والتي برزت خلال الأزمة التي تعيشها البلاد بأنها تريد قطاعاً عاماً قوياً ضامناً للاستقرار لم نر على ارض الواقع حتى الآن دراسة حكومية متكاملة وشاملة لما يجب القيام به لإعادة القطاع العام الصناعي إلى دوره الحقيقي.‏

والغريب أن وزارة الصناعة وخلال العقد الأخير تعاقب عليها سبعة أو ثمانية وزراء, ولا ندري لماذا يذهب السلف ولماذا يأتي الخلف, لكن نحن معشر الإعلاميين تعودنا أن يأتي الوزير الجديد حيث يأخذ وقته /شهر أو شهرين- ليفهم ملفات الوزارة ثم يبدأ بمسلسل الاجتماعات مع مجالس إدارات المؤسسات ثم الشركات للاطلاع عن كثب على المشكلات والاستماع الى مقترحات الحلول؟! ثم نبدأ بتلقف التصريحات الطنانة والرنانة عن التغيير والمحاسبة واستثمار الطاقات وتعزيز القدرة التنافسية للشركات وتحقيق القيم المضافة..الخ... وفي النهاية النتيجة مزيد من الخسارات والترهل لشركاتنا الصناعية, بينما المنطق يقول إن الوزير عندما يدخل إلى الوزارة يجب أن يكون لديه خطة أو برنامج عمل واضح ومحدد منسجم مع خطة عمل الحكومة ويبدأ فورا بالتنفيذ ثم يحاسب على النتائج, وأعتقد انه آن الأوان لأن نعمل بهذه العقلية.‏

h-shaar@hotmail.com

هوامش‏

- أحد الوزراء غادر الوزارة قبل أن يكمل مسلسل اجتماعاته.‏

- وزير كان صريحا مع نفسه أولا ومع غيره عندما قال للإعلام مع بداية دخوله إلى الوزارة «لم آت لأنشل الزير من البير».‏

- وزير كان يؤكد دائما أنه أنجز الإصلاح المنشود للقطاع العام الصناعي.‏

- اللافت أن الأخبار الصحفية التي تنشر عن اجتماعات معظم هؤلاء الوزراء وتحديدا الاجتماعات مع مجالس الإدارات والشركات متشابه.. ذات العبارات والجمل تقريبا.‏

- الوزير الجديد غالبا يبدأ من الصفر وينسف طريقة عمل سلفه ,مثال: الوزير الحالي اعتبر المصفوفة الخاصة بصناعة النسيج والتي اشتغل عليها الوزير عدنان سلاخو كما اعتقد ووافقت عليها اللجنة الاقتصادية غير صحيحة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية