تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


غسان شميط مكرماً في المغرب... تكريمي .. تكريم للسينما السورية

فنون
الأربعاء 8-5-2013
اختتمت الدورة الثانية للمهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة مؤخراً في مدينة الناظور بالمغرب ، حيث تم تكريم المخرج السينمائي غسان شميط وعرض في حفل الافتتاح فيلمه الأحداث (الشراع والعاصفة) المأخوذ عن رواية للكاتب حنا مينه وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما ،

سيناريو وفيق يوسف وغسان شميط ، وتمثيل : جهاد سعد ، ماهر صليبي ، حسام عيد ، رندة مرعشلي ، جرجس جبارة ، ريما الشيخ ، وضاح حلوم ، أندريه سكاف ، زهير عبد الكريم ..‏

وفي تصريح خاص لجريدة الثورة تحدث المخرج غسان شميط عن أهمية التكريم وعرض فيلمه في الافتتاح ، فقال : (التكريم في هذا الوقت بالذات ووسط الظروف التي تمر بها البلد هو اعتراف بالسينما السورية وبأهميتها ، هذه السينما التي شغلت نفسها منذ انطلاقتها وانشاء مؤسسة السينما بهموم المواطن السوري ومشكلاته وقدمت أفلاماً ملتزمة فلامست موضوعاتها شريحة واسعة من المجتمع . كما أن أهمية التكريم تنبع من كونه يأتي من مهرجان سينمائي دولي فهو تكريم للسينما السورية وليس لي وحدي . كما أن عرض فيلمي في الافتتاح يعتبر تكريماً للسينما السورية وللفيلم خاصة أنه عادة لا يعرض في الافتتاح إلا الأفلام الكبيرة ، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن المدينة التي أقيم فيها المهرجان تقع في منطقة الأمازيغ على الحدود الاسبانية وبالتالي فإن وجود فيلم سوري أمر مهم لهم ، كما أنه من المهم بالنسبة لنا عرض الأفلام السورية في المهرجانات) .‏

وحول الاستقبال الذي لقيه الفيلم على المستويين الجماهيري والنقدي ، قال : (بشكل عام تتمتع السينما السورية بسمعة طيبة ، وأينما ذهبت في الوطن العربي تشعر أن هناك متابعة واهتماماً بها واقبالاً شديداً عليها ، وقد استقبل فيلمي بشكل طيب وكتب عنه في الصحف هناك) ، وانهى كلامه بالقول : (أتمنى أن يحذو السوريون حذو الفكرة التي يطرحها الفيلم ويقتدوا بأجدادهم كما في الفيلم ، فعندما واجهتهم العاصفة البحرية في الفيلم نسوا خلافاتهم كلها وتوحدوا لمواجهتها وانتصروا عليها ، فوحدت الشعب في هدف واحد) .‏

وفيما يلي نعرض لما جاء في بيان إدارة المهرجان عن التكريم :‏

إن تكريم الفن السينمائي السوري بالمهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة بمدينة الناظور هو تكريم في العمق لإنجازات فنية فيلمية منتصرة للأبعاد الفنية والتقنية والجمالية المستندة على خلفيات ثقافية أصيلة راهنت دائما على تقديم صورة مشرفة عن تاريخ الشعوب الشرقية خاصة وشعوب البحر الأبيض المتوسط عامة في علاقتها بتراثها الديني والفكري وذاكرتها المشتركة الحبلى باللحظات الحلوة والأخرى المرة مع تقديم صورة الإنسان السوري في علاقته بالماضي والحاضر وذاكرته .. وأفلام المخرج غسان شميط هي النموذج الأمثل الذي يمثل هذه السينما بكل صدق وحرفية ، باعتبارها أعمالاً تعكس قوة وأصالة الإبداع السوري الحق بالنظر لوفرتها وانجازاتها في أجناس ومجالات مختلفة 0 أشرطة روائية وأخرى وثائقية تلخص آلام وأحلام مجتمع رابض على خط النار وذاكرة حبلى بالتطلعات الفردية والجماعية .‏

لغسان شميط رؤية متفردة للفن والسينما تلخص مسارا انطلق سنة 1982 بعد حصوله على الماجستير في الإخراج السينمائي من المعهد العالي للسينما في كييف بأوكرانيا وعودته إلى ارض الوطن ، حيث التحق بالمؤسسة العامة للسينما وحقق في أحضانها جل افلامه ، من أهم (شيء ما يحترق) ، (الطحين الأسود) ، (الهوية) الذي حصل به على الجائزة الكبرى في مهرجان تطوان للسينما المتوسطية وجائزة مصطفى العقاد في مهرجان فجر بإيران في نفس السنة ، وأخير (الشراع والعاصفة) .‏

أشرطة تعكس رؤية مختلفة للواقع ، واقع مليء بالمتناقضات ويعكس ملامح محلية تستمد من الأمكنة نسغها وقوتها ، أمكنة تمتد على خارطة جغرافية واسعة تنطلق من سورية لتمتد وتشمل البحر الأبيض المتوسط بكل عنفوانه وتاريخه وعادات سكانه ، لكن الشام ومنطقة الجولان المحتل يشكلان البيئة والمكان الأول ذا خصوصية في أعمال غسان شميط ، ويعود لهما في كل منجز سينمائي سواء كان روائيا أم وثائقيا . ينقل هموم الناس آمالهم وأحلامهم في التحرر والانعتاق من الظلم وانعدام الحريات الفردية والجماعية وسيادة الجشع والانتهازية . شكرا لسورية التي طالما أتحفنا مبدعوها بإبداعاتهم السمعية البصرية .. وشكرا لغسان شميط الذي عكس بأفلامه معاني الصمود والماضي العريق والرجالات التي أنهكها البحر ولم تنهكها جراحات الوطن .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية