|
اقتصاد عربي ودولي تتطرق المجموعة التي تهتم بملف المياه والسلام والتعاون الدولي وفض المنازعات والتنمية المستمّرة، وتموّلها سويسرا والسويد ، إلى عودة مشكلة المياه إلى الواجهة في معظم الدول العربية التي يعيش معظمها تحت خط الفقر مائياً، وتصاعد الجفاف والتصحر وندرة المياه نتيجة تغيّرات المناخ. زحف التصحر ومن التساؤلات هل من المستطاع إعادة النظر في مياه الشرق الأوسط،قبل أن تقتحم «حروب المياه» مستقبلها غير البعيد؟ولماذا لا يوجد كيان مؤسسي للمياه يجمع دول المنطقة حتى الآن. وما يجعل تقرير السلام الازرق يحظى بالاهتمام الواسع أنه أثبت وقائع صلبة عن تردي أوضاع أنهار المنطقة واستنزافها بشكل غير مسبوق، كأنهار الأردن وبردى ودجلة والفرات والليطاني والعاصي واليرموك، إضافة إلى بحيرة طبريا والبحر الميت. واشار الى طبقة المياه الجوفية في المنطقة التي تعاني ذات الامر.. ونبّه إلى أن تغيّرات المناخ تزيد من خطورة أوضاع المياه في الشرق الأوسط.وذكّر بأن حرارة الصيف سترتفع بقرابة3,7 درجات مئوية، والشتاء بقرابة 3.1 درجات مئوية، خلال العقود القليلة المقبلة، ما يؤدي إلى زيادة سرعة التبخّر وتغيّر أنماط هطل الأمطار. وتوقّع التقرير أن يتعرض حوض قونيه في تركيا لخطر التصحر كليّاً بحلول 2030. نموذج إقليمي وحثّ التقرير أيضاً على وضع نموذج إقليمي عن التغيّر المناخي بين عاميّ 2010 و2100، بناء على حاجات بلدان المنطقة، مع مراعاة الفوارق الطبيعية بينها، مشدداً على ضرورة الإدارة المتكاملة للمياه،وزيادة كفاءة الاستخدام والتخزين والتوزيع، ومعالجة مشكلات توزيع المياه داخلياً، والإيفاء بحاجات المواطنين بوصفه مقدّمة ضرورية لنجاح التعاون الإقليمي . كما أورد تقرير السلام الأزرق أن تدفّقات الأنهار في تركيا وسورية ولبنان والعراق والأردن، استُنزِفَت بنسبة لامست ال95 % بين عاميّ 1960و2010 إذ انخفض تدفّق نهر اليرموك (الأردن) من 600 مليون متر مكعب إلى قرابة 250 مليون متر مكعب سنوياً. وانخفض تدفّق نهر الأردن من 1300 مليون متر مكعب إلى 100 مليون متر مكعب سنوّياً. وانخفض تدفّق نهر الفرات (العراق) من 27 مليار متر مكعب إلى 9 مليارات متر مكعب سنوياً. الأهوار تتلاشى وتقلّصت منطقة الأهوار في العراق بنسبة 90 %. وكذلك انخفض منسوب المياه في البحر الميت من 390 متراً تحت مستوى سطح البحر في ستينات القرن العشرين إلى 420 متراً تحت مستوى سطح البحر حالياً، مع توقّع انخفاضه إلى450 متراً تحت مستوى سطح البحر بحلول 2040. وتقلّصت المساحة السطحيّة للمياه فيه من 950 كيلومتراً مربّعاً إلى 637 كيلومتراً مُربّعاً، ما يرشّحه للتحوّل الى بحيرة خلال خمسين عاماً، ثم الاختفاء في نهاية المطاف. ووصلت بحيرة طبرية إلى الخط الأحمر وهو 212 متراً تحت مستوى سطح البحر. |
|