|
ترجمة لكن معظمُ هذه التحليلات والتقديرات تحاولٌ ان تظهر بأن هناك انقساماً في الدوائر الأمنية والاستخبارتية حول الطرق الأنجع في إحداث أي تحولات في الوضع السوري تخدم المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية وبالتالي الأميركية, إلى جانب ما يوصفه بعض المراقبين الإسرائيليين بالتردد والحيرة الأميركية حول التعاطي مع الوضع المذكور. صمود الدولة السورية في كل الأحوال, فإن التقديرات التي تنشرها مراكز الدراسات التي تتابع الوضع السوري عن كثب باتت تعتقدٌ بل تؤمن بأن اسقاط الدولة السورية والإتيان بنظام حكم موال للدوائر الغربية هو من رابع المستحيلات، لذلك يرى بعض المراقبين ان استمرار الدولة السورية اصبح واقعاً مؤكداً بالرغم من استمرار الاعمال العنفية والتفجيرات وان المعارضة وجميع التشكيلات العسكرية التابعة لها لم يعد بإمكانها احداث اي تغير في الواقع السوري الراهن، لذلك ترى بعض الدوائر الأميركية الإسرائيلية التي تعنى بالشأن السوري بأن الوضع الراهن واستمرار العنف سيقود الى اضعاف كل المكونات السورية الرسمية والمعارضة، وبالتالي سيكون بإمكان الولايات المتحدة والغرب فرض بعض وان لم نقل جميع املاءاتهم على ما يترتب عليه الوضع وان طال في نهاية المطاف على الوضع السوري وبحسب اسرائيل اليوم لم يعد بمقدور اسرائيل ان تراهن بعد اليوم على سقوط النظام السوري والدولة ويبدو ان مصلحتها في ان يُنهك الطرفان المتقاتلان بعضهما بعضا). الوضع الميداني في سورية واحراز الجيش النظامي السوري انجازات ميدانية مهمة في جميع المحافظات عكس نفسه على جميع التوجهات السياسية الإقليمية والدولية التي تعالج الوضع في سورية, واستمرار انقسام المعارضة وتشرذمها وتشتت تنظيماتها العسكرية, واحتدام الجدل بين الكثير من الدوائر الأوروبية وبعض مؤسسات الإدارة الإمريكية حول تسليح المعارضة أدى الى اعادة النظر في كثير من توجهات بعض الأطراف الاقليمية ذات الصلة للوضع السوري وصارت بعض هذه الأطراف تجاهر علناً بأن من مصلحتها ابقاء الدولة السورية والنظام بالتحديد لما يعكسه ذلك على اوضاع بعض هذه الاطراف الإقليمية التي باتت تدرك بإن زيادة نفوذ بعض المجموعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة سوف يكون لها اثر بالغ على وضعها الداخلي لذلك نرى تصريحات بعض الأطراف الإقليمية باتت تؤكد على ان من مصلحتها اغلاق الحدود مع سورية لأن في ذلك خدمة لمصالحها الداخلية. تباين المواقف الدولية استمرار المواقف الدولية حول الوضع في سورية وخاصة الموقفين الأمريكي المتردد الذي يراهن على الوقت فقط والموقف الروسي الثابت والقوي الداعم لوجود الدولة السورية بات يحدد ملامح المرحلة المقبلة التي ينتظرها البعض والممثلة ب اجتماع بوتن- اوباما الشهر المقبل ويرى بعض المراقبين الإسرائيليين بأن الأطراف الداخلية في سورية سواء كانت الدولة ام المعارضة تحاول ترتيب اوراقها كل على حدة من اجل طرحها على طاولة المفاوضات. وبحسب اسرائيل اليوم وتراقب اوروبا وتركيا والدول العربية السنية واسرائيل في خوف اوباما الذي يتحدث عن «وحدة سورية» وعن «تسوية بالطرق السلمية» في حين ينشىء تحالفا اقليميا على ايران وعلى نظام الاسد، وهو مُحتاج لاعادة الردع الى ضرب جهة ما: كوريا؟ أم ايران؟ أم سورية؟ السلاح الكيماوي.. بوابة للتدخل الخارجي يرى بعض المراقبين الإسرائيليين ان التركيز الإسرائيلي على مسألة السلاح الكيماوي السوري يشكل بحد ذاته فشلاً ذريعاً للسياسات الإسرائيلية ازاء الوضع في سورية من جهة ومحاولة لجعل هذا الموضوع مدخلاً لجر اي من التدخلات الخارجية الإقليمية او الدولية في الوضع السوري ومبرراً لأي عمل عسكري اسرائيلي في المستقبل. لذلك نرى الكثير من عناوين الصحف الإسرائيلية تركز على هذا الموضوع ويكاد يحتل مكانة يوميه في عناوينها الى جانب جعل هذا الموضوع مرتبطاً بأي تحرك امريكياً في سورية سياسياً كان ام عسكرياً فما من حديث اسرائيلي حول السلاح الكيماوي في سورية إلا ويتم الحديث عن ضرورة اتخاذ ادارة اوباما اجراء عسكرياً او سياسياً او ضد الدولة السورية. وبحسب يديعوت احرونوت:» ترى اسرائيل ان هذا سلاح يوم القيامة وانه سلاح استراتيجي. ومن المهم لاسرائيل ألا يكون هذا السلاح في يد عدو، أي السوريين. وقال الأميركيين وهم الحلفاء غير المكتوبين لكنهم المعروفون إن استعمال هذا السلاح في نظرهم خط أحمر ينبغي عدم اجتيازه. وبعد جدل ودي اجتاز السوريون هذا الخط الاحمر. فماذا يفعلون الآن؟ هل ننتظر الأميركيين ليتدخلوا عسكريا ويسفحوا دمهم من أجلنا، أم ننتهز الفرصة ونرسل سلاح الجو الاسرائيلي لتخليصنا من عقاب السلاح الكيميائي؟.» أخطار التورط في الشأن السوري الإنجازات التي حققها الجيش السوري في دمشق وخاصة ما تتداوله بعض وكالات الأنباء التي تعمل في سورية من ان الجيش السوري استطاع ان ينظف منطقة يبلغ عمقها حوالي اربعين كيلو متراً من شرق جنوب دمشق وهو ما يعطي الجيش السوري امكانية ميدانية كبيرة الأهمية سواء على التخطيط او التنفيذ، كذلك الأمر الإنجازات التي حققها الجيش السوري في الشمال وخاصة في حلب وفي ريفها والذي عكس نفسه في تلك المنطقه انكفاء بعض التشكيلات العسكرية التابعة للمعارضة للقرب من الحدود التركية ما يدلل على ان هذه التشكيلات باتت عاجزة عن تحقيق انجازات تشابه ما حققته قبل اشهر وبحسب معاريف:» وهنا يكمن الاخفاق الامريكي: إن الادارة لا تريد في الحقيقة ان تتدخل فيما يجري في سورية كما لم ترد التدخل في مصر أو في ليبيا. لأن أخطار التورط بالنسبة لاوباما أصعب. وقد وجد الرئيس ذريعة ورسم الخط الاحمر في مكان اعتقد أكثر المشتغلين بهذا الشأن (ومنهم الموقع أدناه) أن الاسد لن يصل اليه أبدا كما يبدو وهو استعمال سلاح الابادة الجماعية. وتبين كما يبدو ان هذا كان افتراضا خطأ. |
|